‏إظهار الرسائل ذات التسميات الثورة المصرية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الثورة المصرية. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

استكمال الثورة هو الضمان الوحيد ضد فاشية الإسلام السياسي



استكمال الثورة هو الضمان الوحيد ضد فاشية الإسلام السياسي



قامت ثورة 25 يناير من أجل تحقيق مطالب ثلاثة لخصها الشعب في شعار بسيط (عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية)،  ولم تقم أبدًا من أجل تنصيب حاكم فرد مستبد تتركز في يده كل السلطات، ولا لكي تقيم حكم جماعة تحتكر التحدث باسم الدين وتمارس وصايتها على الشعب باسم الدين، وتتخذ القرارات التي تحدد مصيره بالنيابة عنه، تحت غطاء وهمي يتمثل في حرية شكلية يمارسها الشعب كل عدة سنوات عبر صناديق الانتخاب التي لا يمكن لها إلا أن تكون انعكاسًا لتوازنات القوى بين فئات الطبقة الحاكمة المحتكرة لعناصر القوة في المجتمع متمثلة في المال والنفوذ واحتكار المعرفة، ولا يمكن بالتالي أن تعبر بأي حال عن إرادة حرة لمن يساقون إليها، فيتم تزوير هذه الإرادة و التحكم في نتائج الانتخابات بالأموال، و النفوذ، و شراء الأصوات واستغلال عواطف الناس الدينية.
 لقد لعب الإسلاميون منذ اندلاع ثورة 25 يناير دورًا هامًا في عرقلة تطور وعي الثورة الجمعي فدور الإخوان وحلفائهم هو امتداد لدور الأنظمة السابقة، في حماية إسرائيل وقمع الحركات الاجتماعية الصاعدة، تلك الحركات التي من الممكن أن تؤدي إلى ثورة اجتماعية شاملة في المنطقة العربية، وكان يجب وأدها قبل ارتباطها بإرهاصات الثورة الاجتماعية في جنوب أوروبا، وذلك يعد استكمالًا لدور مبارك الرئيسي كحارس لحدود إسرائيل وقامع للإسلام المتشدد، وقد تجلى دور قمع الحركات الاجتماعية في المراسيم التي حاولت حكومة عصام شرف إقرارها، المُجرمة لحق العمال في الإضراب والاعتصام، تلك الحكومة التي دعمها الإخوان قلبًا وقالبًا، خدمة للرأسمالية العالمية وتدفق رؤوس الأموال، ورغبة منهم في عرقلة تطور الثورات العربية والوقوف بها عند حدود سلطوية تستبدل ديكتاتورية بديكتاتورية أخرى، وتقف عائقًا أمام الحاق حركة الثورات العربية بتلك الناشئة في جنوب أوروبا، عن طريق صياغة هوية فاشية قائمة على رفض الجميع وإخضاعهم للوصاية السلطوية الشاملة.
وانكشفت حقيقة الإسلاميين، عندما وصلوا للحكم، وذلك بعدم اتخاذ أي قرارات جذرية لحل الأزمات  التي ترهق الجماهير، في حين شغلوا الحياة السياسية بقضايا فرعية وتافهة،  فلم يتخذ محمد مرسى أي إجراءات لتحقيق العدالة الاجتماعية،بل عمل هو ومعه التيار الإسلامي كله على كسر الإضرابات المتتالية واتهامها باتهامات ساذجة من قبيل الاعتداء على حرية العمل و تعطيل عجلة الإنتاج.
ومن ناحية أخرى فالتيار الإسلامي المسيطر على اللجنة التأسيسية للدستور والذي أصبح منفردا بها بعد انسحاب القوى الأخرى ما زال مصرًا على صياغات تقيد الحريات الإنسانية الأساسية، وهو ما يعطل إصدار الدستور حتى الآن، بسبب رفض القوى الأخرى لتلك الصياغات، ولذلك عمل محمد مرسي على تحصينها من الحل بحكم قضائي كان متوقعًا بعد أن فقدت شرعيتها، إلا أن مرسى لم يكتف  بهذا بل أعلن أيضًا تحصين قرارته من الطعن القضائي  وذلك فى ظل عدم وجود سلطة تشريعية لمراقبة هذه القرارات، كما منح نفسه سلطة تقديرية مطلقة في اتخاذ كل ما يراه مناسبًا من إجراءات بدعوى حماية أمن الوطن وسلامة أراضيه وما إلى ذلك من المصطلحات الفضفاضة التي تعج بها اللغة القانونية للاستبداد، ومن ثم أصبح فرعونًا جديدًا، وحاكمًا بأمره، لا معقب على حكمه ولا راد لقضائه، هكذا كشفت قرارات مرسي عن وجه التيار الإسلامي الحقيقي الذي اعتبر الثورة مجرد انقلاب سلطوي لاستبدال ديكتاتور بديكتاتور، و لا شك إن هذا لا يخص مرسي وتياره وحده لكن هناك قطاع عريض من القوى السياسية ينظر للثورة باعتبارها مجرد انقلاب سلطوي يتبعه تنصيب مستبد عادل، تيار عريض ينظر للثورة على إنها استبدال وصاية بوصاية أخرى وحكم سلطوي بحكم آخر.
وصاحب هذا الإعلان الدستوري الذي ألقاه مرسى مظاهر فاشية لا تخطئها العين لتدشين نظم يعادي ويتناقض مع مبادئ الثورة وأهدافها، فقد وجه خطابه لجماعته لا للشعب مما يشير لنيته لاستمرار نظام دولة الحزب الواحد، ، فيصبح حزب الحرية والعدالة بدلًا من الحزب الوطني، ومظاهر تمجيده كزعيم ملهم  بوضع صورته خلفه أثناء الخطاب، فضلا عن لغة التهديد لمعارضيه واتهامهم بكونهم من فلول النظام وممولين وبلطجية، و كان أول قانون تم تمريره في اليوم التالي لقرار مرسي هو قانون "حماية الثورة" الذي يحيل مجموعة من مواد قانون العقوبات المقيدة لحرية الرأي والتعبير والتظاهر والنشر إلى اختصاص نيابة استثنائية جديدة، ويسوق ذلك تحت ستار إعادة محاكمات قتلة الثوار والذي اشترط له ظهور أدلة جديدة فلا يعدو أن يكون تحصيل حاصل، وأتبع ذلك بإصدار تعديل لقانون النقابات العمالية يقيد حرية واستقلالية الحركة العمالية التي كانت أحد مكاسب ثورة 25 يناير.
 أمام هذا الوضع فإن المهمة الثورية ليست هي إسقاط الأخوان و الإسلاميين فقط بل إسقاط كل أجنحة الطبقة الحاكمة والمالكة سواء أكانت في الحكم أو في المعارضة الإصلاحية، هؤلاء الذين أعاقوا الثورة و خانوها بتكالبهم على السلطة، والذين سوف يكررون جرائم الإسلاميين لو أتيحت لهم الفرصة للحكم. و لا يختلفون كثيرا مع فاشية الأخوان ولا السلفيين إلا في بعض التفاصيل والرتوش الجمالية، فالبرجوازية في ظل الأزمة لا يمكنها إلا أن تكون فاشية و لا يجب أن نأمل منها حتى تحقيق مطالب الديمقراطية والليبرالية البرجوازية الصورية الهزيلة.

الشعب يريد إسقاط النظام
أناركيون شيوعيون
القاهرة 28 نوفمبر 2012

الأربعاء، 11 يناير 2012

الحياة لا العمل - بيتر كروبوتكين


الحياة لا العمل *

- بيتر كروبوتكين * -

يجب أن نقر - و نعلن على الملأ - أن لكل شخص ( الحق فى الحياة ) قبل أى شئ ، مهما كان موقعه فى المجتمع القديم : قويا أو ضعيفا ، قادرا أو غير قادر . و أن هذا المجتمع مُلزَم باقتسام وسائل الوجود ، بين الجميع ، و بغير استثناءات . يجب أن نقر بهذا ، و ننادى به علانية ، و نسعى للوصول اليه .

يجب أن يكون مُدبرا جدا أن يعلم العمال ، منذ اليوم الأول للثورة ، أن عصرا جديدا انفتحت أبوابه أمامهم : أن أحدا - من الآن فصاعدا - لن ينام تحت الجسور " و القصور بجانبه " . لن يشعر بالجوع " وسط الطعام " . لن يموت بردا " بالقرب من متاجر عامرة بالفرو " . يجب أن يعلم العمال أنه ، منذ الآن ، كل شئ لكل شخص - نظريا و عمليا . و أنه أخيرا ، و للمرة الأولى فى التاريخ ، يتم انجاز ثورة تأخذ بعين الاعتبار " حاجات " الناس قبل أن تروضهم بشأن " الواجبات " .

لا يمكن لهذا أن يتأتى من خلال أعمال البرلمان ، و انما فقط بحيازة - فورية و فعالة - لكل شئ ، بما هو ضرورى لضمان رفاهية الجميع . هذا هو السبيل العلمى الوحيد حقا المؤدى للعمل . الطريق الوحيد الذى تفهمه و ترغبه الناس .

يجب الحيازة ، باسم الناس ، على صوامع الحبوب و متاجر الملابس العامرة و منازل السكن . لا يجب أن يضيع شيئا . علينا أن ننظم طريقة - بغير تأخير - لاطعام الجائع ، لاشباع جميع الحاجات ، للوفاء بكل طلب ، للانتاج - ليس لمنفعة خاصة لهذا أو لذاك - و لكن بما يضمن حياة و نمو المجتمع ككل .

كفانا كلمات غامضة على شاكلة ( الحق فى العمل ) . تلك التى أضلت الناس فى عام 1848 * ، و ما زالت تستخدم لنفس السبب . لنمتلك شجاعة الاقرار أن الرفاهية للجميع - الممكنة ، من الآن فصاعدا - لابد أن تتحقق . عندما طالب العمال بالحق فى العمل ، عام 1848 ، تم تنظيم ورش العمل - على مستويات قومية و محلية - و ارسالهم ليكدحوا هناك بمعدلات انتاج منخفضة ، و عندما طالبوا بضرورة تنظيم العمل ، كانت الاجابة : " صبرا يا رفاق ، ان الحكومة تنظر فى الأمر ، أما الآن فلتستريحوا - أيها الكادحين الشجعان - بعد طول كفاحكم من أجل الطعام " . كانت المدافع يتم اعدادها ، فى نفس الوقت ، و يُستدعى الاحتياطى ، و تُفكك تنظيمات العمال - بطرق عديدة تعرفها الطبقة الوسطى جيدا - حتى قيل لهم ذات يوم أن يذهبوا لاستعمار أفريقيا أو يُطلق النار عليهم .

ستكون النتيجة أكثر اختلافا ، لو يطلب العمال الحق فى الرفاهية . يطلبون حق حيازة ثروة المجتمع ، بطلبهم للرفاهية : أن يحتلوا منازلا للسكن ، حسب حاجة كل أسرة . أن يضعوا يدهم على متاجر الطعام ، و يعرفوا معنى الوفرة ، بعدما عرفوا معنى الندرة جيدا جدا . يطالبون بحقهم فى كامل الثروة - ثمرة جهد أجيال من الماضى و الحاضر - و يتعلموا من خلال وسائلها أن يلتذوا بالمتع الأسمى من فنون و علوم ، تلك التى احتكرتها الطبقة الوسطى طويلا .

و بينما يؤكدون حقهم فى العيش برفاهية ، يفعلون نفس الأمر - لما هو أكثر أهمية : حقهم فى تحديد ماهية تلك الرفاهية بالنسبة لهم . ما الذى يجب انتاجه لضمانها ؟ . و ما الذى يجب نبذه باعتباره غير مهما ؟ .

ان الحق فى الرفاهية ، يعنى امكانية العيش كآدميين ، و تنشئة أطفال يكونوا أعضاء فى مجتمع أفضل من مجتمعنا الحالى . بينما الحق فى العمل لا يعنى غير الحق فى أن تكون عبدا دائما للأجر ، كادحا أبديا محكوم و مُستغَل من قبل الطبقة الوسطى .

الحق فى الرفاهية هو ثورة اجتماعية . الحق فى العمل ، ليس غير ، طاحونة من النشاط التجارى .

لقد آن الآوان للعمال أن يؤكدوا على حقهم فى الارث المشترك .. و فى الحيازة .


............................................................................

1 . النص ، مقطع من الفصل الثانى لكتاب " الاستيلاء على الخبز " . أما العنوان ، فمن وضع المترجم .

النص الذى اعتمدت عليه الترجمة :

http://theanarchistlibrary.org/HTML/Petr_Kropotkin__The_Conquest_of_Bread.html#toc9

2 . بيتر كروبوتكين ( 1842 - 1921 ) : لاسلطوى روسى ، واحد من أهم المنظرين للشيوعية اللاسلطوية . قام بتأليف العديد من الكتب و المقالات ، موضحا الأسس المنطقية و العلمية التى تؤكد امكانية تطبيق الأفكار اللاسلطوية بشكل سلس و فعال على الأرض . من أهم تلك الأعمال " الاستيلاء على الخبز " ، " الحقول ، المصانع ، و ورش العمل " ، " الأخلاق : الأصل و التطور " و " المساعدات التبادلية : عامل للتطور " .

3 . ثورة فبراير 1848 : أسقطت الحكم الملكى ، و أسست للجمهورية الفرنسية الثانية . قامت الحكومة الجديدة بارساء قاعدة الحق فى العمل ، فى محاولة للتخلص من البطالة المتفشية فى فرنسا آنذاك ، من خلال تأسيس ورش مركزية للعمل . تم تضمين القاعدة فى عام 1948 ، فى الاعلان العالمى لحقوق الانسان ، المادة 23 ، الفقرة الأولى :

" لكل شخص الحق فى العمل، وله حرية اختياره بشروط عادلة مرضية كما أن له حق الحماية من البطالة " .

الخميس، 5 يناير 2012

المقاعد الخالية - بيتر كروبوتكين





المقاعد الخالية *

بيتر كروبوتكين*

ترجمة : مينا ناجي


" كتب كروبوتكين هذا النص ، آنذاك ، قبل نحو 120 عاما من لحظتنا هذه ، متحدثا عن التناقضات الداخلية لكوميونة باريس *، تلك التى عصفت بها - مع الأخطار الخارجية - بعد وقت ليس بالطويل من نشأتها ، و مشيرا لبعض الأحداث الفرنسية الأخرى ، و قد شدد على الفارق الواضح بين ما يتعلق بالانتفاضة و ما يتعلق بالثورة . و يبدو أن نفس النص يصلح تماما لالقاء الضوء على ملابسات المشهد المصرى ، الآن"      


..............................................................................



اننا ندرس جميعا الجانب الدرامى للثورة كثيرا جدا ، و الجانب العملى قليلا جدا . نميل الى أن نرى فقط الآثار المسرحية ، ان جاز التعبير ، لهذه الحركات العظيمة : قتال الأيام الأولى ، المتاريس . و لكن هذا القتال - هذا الصدام الأول - سرعان ما ينتهى . و بعد الاطاحة بالنظام القديم فقط ، يمكن القول أن العمل الحقيقى للثورة يبدأ .

ينجرف الحكام القدامى بنفخة من انتفاضة - عاجزين ، منزوعى القوة ، و مهاجَمين من جميع الجوانب . لم يعد هناك ملكية برجوازية ، خلال أيام قليلة من العام 1848 * ، و كانت باريس قد نست بالفعل " ملكها المواطن " بينما كان لويس فيليب يتقن هروبه بمركبة مغطاة . و اختفت حكومة تيير ، خلال ساعات قليلة من يوم الثامن عشر من مارس للعام 1871 ، تاركة باريس سيدة مصيرها . مع ذلك 1848 و 1871 ليست غير انتفاضات .

يختفى سادة النظام القديم ، أمام الثورة الشعبية ، بسرعة مدهشة . يهربون من البلاد ليتآمروا آمنين فى مكان آخر ، مبتكرين الوسائل من أجل عودتهم .

تختفى الحكومة السابقة . يتردد الجيش أمام مد الرأى الشعبى ، و لا يعد طائعا لقادته ، الذين يرحلون أيضا بحكمة . تقف القوات على مقربة بغير تدخل ، أو تنضم للمتظاهرين . تقف الشرطة مسلمة ، غير واثقة ان كانت تهاجم الحشد أو تصرخ : تحيا الكوميونة ! ، بينما يتراجع البعض الى مقراتهم " فى انتظار ملذات الحكومة الجديدة " . يحزم المواطنون الأغنياء حقائبهم و يلتجئون الى أماكن آمنة . و يبقى الشعب .

هكذا تُعلن الثورة . ينادى بالكوميون ، فى العديد من المدن الكبيرة . يطوف الآلاف من الناس فى الشوارع ، و يحتشدون فى نوادى مرتجلة فى المساء ، سائلين : ماذا سوف نفعل ؟ . يناقشون ، بحماسة ، الشأن العام - الذى يهتم به الجميع : أكثر المتحمسين ، ربما ، هم هؤلاء الذين كانوا فى الماضى أكثر اللامبالين . فى كل مكان ، هناك الكثير من حسن النية و الرغبة العارمة فى تأكيد الانتصار . انه وقت التفانى الفائق . و الناس مستعدون للمضى قدما .

كل هذا رائع و جليل ، لكنه - ما يزال - ليس الثورة . كلا . سيبدأ الآن فقط عمل الثائر .

سيتم ارضاء عطش الانتقام ، بلا شك . و سوف يدفع أنصار واترين و توماس عقوبة عدم شعبيتهم * ، لكن هذا الأمر من حوادث النضال فقط و ليس ثورة

يهرول السياسيون الاشتراكيون ، الراديكاليون ، عباقرة الصحافة المهمشون ، الخطباء ، مواطنو الطبقة الوسطى ، و العمال الى دار البلدية و مكاتب الحكومة ، و يستحوذون على المقاعد الشاغرة . يبتهج قلب بعضهم بالزركشات المذهبة * - معجبين بأنفسهم فى المرايا الوزراية - و يدرسون لاعطاء الأوامر بأجواء من أهمية تتناسب مع وضعهم الجديد . يجب أن يملكوا وشاحا أحمر ، قبعات مطرزة ، و ايماءات وقورة متسلطة لكى يأثروا على رفاقهم فى المكاتب أو المصانع . بينما يدفن البعض الآخر نفسه فى الأوراق الرسمية ، محاولا - بأفضل الارادات - تحديد رأسها من ذيلها .

يخطون القوانين و يصدرون المراسيم الكلامية المحلقة عاليا ، و التى لن يتحمل عناء تنفيذها أحد ، لأن الثورة جاءت . يسعون لاقرار الأنماط القديمة للحكم ، باعطاء انفسهم سلطة " لم يعد لها وجود " . و يحملون أسماءا مثل : حكومة مؤقتة / لجنة الأمن العام / محافظ / حاكم البلدية / مفوض المصلحة العامة ، و ما غير ذلك . يجتمعون ، بانتخاب أو تزكية ، فى لجان أو مجالس بلدية ، من عشرة أو عشرين تيار مختلف - ليسوا بالظبط جوقات منعزلة - و انما - على الأقل - العديد من الطوائف التى تمثل العديد من الأساليب فيما يتعلق بنطاق و اتجاه و هدف الثورة .            

يتبارز معا الاصلاحيون ، الجمعيون ، الراديكاليون ، اليعاقبة ، و البلانكيون * . يهدرون الوقت فى حروب كلامية . يتداخل الرجال المخلصين مع الطامحين - الذين حلمهم الوحيد هو القوة ، و يزدرون الحشود أينما ظهروا . يتلاقون معا بوجهات نظر متناقضة تماما ، و يُجبَرون على تكوين تحالفات متعسفة فى سبيل خلق أغلبية لا تستمر الا يوما . يتشاحنون ، و قد دعوا بعضهم البعض بالرجعيين و المستبدين و الأوغاد ، غير قادرين على الوصول لفهم بأى مقياس جدى . ينسحبون فى مناقشات بشأن تفاهات ، و لا يقدمون شيئا أفضل من التصريحات الرنانة . لكنهم - مع ذلك - يأخذون أنفسهم بجدية ، غير عالمين أن القوة الحقيقية للحركة فى الشارع .

كل هذا يمكنه أن يسعد هؤلاء الذين يحبون المسرح . لكنها ليست الثورة . لم يتحقق شئ بعد ، فى الوقت الذى يعانى فيه الناس . المصانع عاطلة عن العمل . ورش العمل مغلقة . الصناعة فى ركود تام . العامل لا يتقاضى حتى الأجر الهزيل الذى كان له من قبل . أسعار الطعام ترتفع . لكن الناس تنتظر بصبر ، مع هذا الاخلاص البطولى الذى يميزهم دائما ، و الذى يصل لأقصاه فى الأزمات الكبرى ، قائلين ، فى عام 1848 : " نحن نضع تلك الشهور الثلاثة من الحاجة فى خدمة الجمهورية " ، بينما كان يتلقى ( ممثليهم ) و السادة نبلاء الحكومة الجديدة أجرهم بانتظام ، و قد وصلوا لأحقر احساس ذاتى تافة بأهمية المنصب

الناس تتألم . و يظنون - مع ايمان طفولى و حس فكاهى لجماهير تثق فى قادتها - أن " هناك " ( فى المجلس التشريعى ، فى دار البلدية، فى لجنة الأمن العام ) توضع مسألة رفاهيتهم فى الاعتبار . و لكنهم " هناك " يناقشون كل شئ تحت الشمس ، باستثناء رفاهية الناس . عندما اجتاحت المجاعة فرنسا ، فى عام 1793 * ، و أقعدت الثورة ، و بينما كان الناس يرتدون لأعماق البؤس ( و الشانزلزية يصطف بالعربات الفاخرة حيث تتباه النساء بالمجوهرات و البذخ ) ، كان روبسبير يحث اليعاقبة * لمناقشة اطروحتهم بخصوص الدستور الانجليزى . بينما كان العمال يعانون ، فى عام 1848 ، من الانقطاع العام للتجارة ، كانت الحكومة المؤقتة و المجلس التشريعى يتشاحنان بخصوص المعاشات العسكرية و عمل السجن - بغير عناء التفكير ، بشأن كيفية معيشة الناس فى ظل هذه الأزمة .

و ان كان للمرء أن يلقى لوما على كوميونة باريس - تلك التى ولدت تحت مدفع البروسيين ، و استمرت سبعين يوما فقط - سيكون من أجل نفس الخطأ : هذا الفشل فى فهم أن الثورة لا يمكنها أن تنتصر الا عندما يُطعم هؤلاء الذين يقاتلون فى جانبها . اذ أنه ، بخمسة عشر بنسا فى اليوم ، لا يستطيع الرجل أن يحارب على المتاريس ، و فى نفس الوقت ، يعول أسرة .     


...............................................................................
    

* هوامش الترجمة :
          

1 .  النص هو مقطع من الفصل الثانى من كتاب " الاستيلاء على الخبز " . أما العنوان فمن وضع المترجم .

النص الأصلى :  http://theanarchistlibrary.org/HTML/Petr_Kropotkin__The_Conquest_of_Bread.html#toc8

2 . بيتر كروبوتكين : لاسلطوى روسى ، واحد من أهم المنظرين للشيوعية اللاسلطوية " الشيوعية الأناركية " . قام بتأليف العديد من الكتب و المقالات ، موضحا الأسس المنطقية و العلمية التى تؤكد امكانية تطبيق الأفكار اللاسلطوية بشكل سلس و فعال على الأرض . من أهم تلك الأعمال " الاستيلاء على الخبز " ، " الحقول ، المصانع ، و ورش العمل " ، " الأخلاق : الأصل و التطور " و " المساعدة التبادلية : عامل للتطور " . 

3 . كوميونة باريس ( 18 مارس - 28 مايو 1871 ) : موجة ثورية قامت على اكتاف الطبقة العاملة ، بسبب تردى الأوضاع الاقتصادية - خصوصا بعد الهزيمة الفادحة لفرنسا فى الحرب ضد بروسيا . أسقط الباريسيون حكومة أدولف تيير ، و انتخبوا بدلا منها مجلسا محليا (الكوميونة ) تضمن العديد من العمال و غير العمال على اختلاف طوائفهم السياسية ( من اصلاحيين الى راديكاليين ) . ألغت الكوميونة التجنيد الاجبارى و الجيش النظامى ، و أحرقت المقصلة علنا ، فى الوقت الذى رتبت فيه لاتخاذ بعض السياسات الاشتراكية - لم تستطع تحقيق معظمها لقصر عمرها . انتهت بتحالف السلطات المركزية ضدها ، المنتصرة ( بسمارك من بروسيا ) و المنهزمة ( تيير من فرنسا ) و اجتياح الجيش الفرنسى الحكومى - بالتنسيق مع البروسيين - باريس ، و اعدام الآلاف من سكان المدينة .                 

4 . ثورة فبراير 1848 : أسقطت الحكم الملكى ، و أسست للجمهورية الفرنسية الثانية .

5 . جاك ليونار كليمنت توماس : جنرال فرنسى حكومى ، كُلف بالقضاء على ثورة الباريسيين مع بداية نشأة الكوميونة . لم يطع جنوده الأوامر باطلاق النار ، و تم أسره و اعدامه

6 . يقصد ملابس الحكم الرسمية فى ذلك الوقت

7 . التيارات السياسية التى شاركت فى ادارة كوميونة باريس  

8 . من ضمن أحداث الثورة الفرنسية ( 1789 - 1799 (

9 . شخصيات سياسية بارزة فى الثورة الفرنسية 



الأحد، 25 ديسمبر 2011

الأناركية .. ما هي ؟ - تامر موافي


الأناركية ماهي؟
تامر موافي 



أناركى هى كلمة يونانية قديمة تعنى حرفيا لا حاكم أو لا سلطة و قد أستخدمت الكلمة طوال قرون فى الكتابات الغربية لتشير إلى حالة بلد أو إقليم جغرافى حال تفكك أو سقوط السلطة المركزية المسيطرة عليه مما يؤدى إلى صعود قوى مختلفة تتصارع للحلول محلها محدثة حالة من فوضى الحرب الأهلية و من ثم أصبحت الكلمة فى اللغات الأوروبية المختلفة مرادفة للفوضى.
فى المقابل فإن الأناركية كنظرية و فكر سياسى و كحركة إجتماعية تبلورت لأول مرة فى النصف الثانى للقرن التاسع عشر فى إطار نشأة الحركات العمالية و الإشتراكيةو إتخذ بعض أوائل مفكريها مسمى الأناركية بمعنى اللاسلطوية إذ دعوا إلى أن ينظم المجتمع شؤونه ذاتيا دون تسلط لفرد أو جماعة على مقدرات و حياة غيرهم.
اللاسلطوية تعنى الغياب التام للسلطة و ليس تفكيك السلطة المركزية لسلطات متناحرة تحدث الفوضى فى المجتمع و هى تعنى إستبدال مؤسسات الدولة المركزية و الهرمية بمؤسسات شعبية أفقية أى لا يكون فيه تراتبية هرمية و شبكية أى لا مركزية ترتبط كل منها بالأخرى للتكامل و لإدارة الموارد المشتركة و إتخاذ القرار فيما يخصها.
على المستوى النظرى ينشأ الإقتناع باللاسلطوية عن الإيمان بالحق الطبيعى لكل إنسان فى أن يكون هو وحده سيد مصيره دون غيره من البشر؛ بمعنى ألا يمتلك أى فرد أو جماعة من السلطة عليه ما يسمح لهم بتشكيل حياته رغم أنفه بما يفرض عليه ظروفا لم يكن شريكا فى إختيارها.
من خلال هذا المبدأ يمكن فهم موقف الأناركية الرافض للدولة كشكل من أشكال تنظيم شؤون المجتمع يقوم على تركيز السلطة فى أيدى أقلية تشكل خياراتها الظروف الحاكمة لمعيشة جميع أفراد المجتمع مما يعنى إستلاب حق الآخرين فى حرية إختيار ما يحقق مصالحهم الحقيقية و أهم من ذلك ما يحفظ حقوقهم الأساسية بدءا بالحق فى الحياة و حتى الحق فى السعى إلى السعادةو من خلال المبدأ ذاته يمكن فهم حقيقة أن الأناركية نظرية و حركة إشتراكية فى الأساس و معادية للرأسمالية كنظام إقتصادى و إجتماعى يكون فيه لأقلية أن تسيطر على موارد المجتمع و على رؤوس الأموال فيه و من ثم تحتكر إدارة الإقتصاد بما يحقق مصالحها المتمثلة فى تحقيق أكبر ربحية ممكنة و مما يسلب الغالبية العظمى من حق إدارة الإقتصاد بما يحافظ على حصولها على حاجاتها الأساسية و حقوقها الإنسانية فى الغذاء و الكساء و المأوى و مما يحكم على هذه الغالبية بدرجات متفاوتة من الفقر يحرم أفرادها من حقهم الطبيعى فى تنمية قدراتهم إلى أقصى حد ممكن فيحرمهم و يحرم المجتمع كله من ثمار هذه القدرات.
ترفض الأناركية أيضا كل أشكال السلطة الممارسة داخل المجتمع فى مظاهر التمييز على أساس الجنس و العنصر و الدين إلخو ينبغى هنا توضيح أن الأناركية ترفض أن تمارس الدولة أو أى مؤسسة أى سلطة باسم الدين و لكنها لا تعادى الدين فى ذاته لأن حرية الإعتقاد و حرية ممارسة الشعائر الدينية تدخل جميعا فى إطار الحقوق الأساسية للفرد و المجتمععلى الأساس نفسه ترفض الأناركية، الفاشية القومية التى تسعى لتذويب الأقليات العرقية و قمع الإختلاف الثقافى و لكنها لا ترفض أو تتدخل فى الإنتماءات القومية و مشاعر الوطنية و الخصوصية الثقافية للجماعات البشرية.
البديل الذى يطرحه الأناركيون هو مجتمع من المنتجينو يقصد بالمنتٍج كل فرد يبذل جهدا ذهنيا و بدنيا يترجم إلى قيمة إستعمالية مضافة لسلعة أو خدمة يستهلكها أفراد المجتمعو يسيطر هذا المجتمع على جميع الموارد و وسائل الإنتاج المتاحة و يدير عملية الإنتاج فى المؤسسات الإنتاجية و الخدمية العاملون بها و تتخذ القرارات الأساسية بها الجمعيات العمومية بينما ينتدب بالإنتخاب أعضاء لجان و مجالس يؤدون وظائف محددة تكلفهم بها الجمعيات العمومية مع إمكان إستدعائهم بمعنى إلغاء إنتدابهم فى أى وقتو بنفس نمط الإنتداب و التكليف و القابلية للإستدعاء تنتخب لجان و مجالس لإتحادات عمالية تنسق العمل فى كل قطاع إنتاجى أو خدمى على مستوى الأقاليم أو البلدان أو على أى مستوى آخرو يوجه عملية الإنتاج فى مجملها سائر المجتمع من خلال الطلب المباشر على السلع و الخدمات و من خلال رقابته على جودة المقدم منها و سيطرته على توجيه الموارد إلى المؤسسات المختلفة.
فى المقابل يدير السكان فى مناطق سكنهم شؤونهم اليومية من خلال آليات مشابهة تبدأ بالجمعيات العمومية للمجاورات السكنية و بالقرى الصغيرة و تتوسع بمجالس إنتدابية للوحدات الأكبر فالأكبر.
هذا الطرح فى خطوطه العامة يستلهم نماذجه من تجارب فعلية للإدارة الذاتية مارسها العمال و السكان فى إطار الثورات الشعبية فى مختلف أنحاء العالم عبر التاريخ الحديث كما يبنى على التجارب الناجحة لتعاونيات العمال و تعاونيات العمال و المستهلكين القائمة اليوم فى بلدان مختلفة فى العالمو هو فى النهاية ليس برنامجا تفصيليا حيث أن تفاصيل الآليات التى يدار بها المجتمع ذاتيا هى نفسها خاضعة لإختيار أفراد هذا المجتمع و ما يتوافقون عليه، و يجتهد الأناركيون فى طرح تصوراتهم لمثل هذه الآليات لإثبات إمكان وضع تصورات عملية و منطقية للكيفية التى يمكن بها للمجتمع أن يدير شؤونه دون الحاجة لسلطة.
يؤمن الأناركيون أن الوسائل لا تنفصل عن الأهداف التى تستخدم لتحقيقها و من ثم فإن بناء المجتمع الأناركى لا يمكن أن يتم بإستخدام السلطة و لا يمكن فرضه على المجتمع رغما عنه بأى سبيل، و لذلك يرفض الأناركيون السعى للإستيلاء على السلطة سواء كان ذلك عن طريق صناديق الإنتخاب أو عن طريق العمل الإنقلابى المسلح.
فى المقابل يؤمن الأناركيون بأن كفاح الطبقات الكادحة من عمال و فلاحين و مهمشين فى سبيل نيل حقوقهم هو المدرسة الحقيقية التى يتعلمون من خلالها سبل التعاون الفعال لإدارة كفاحهم ذاتيا و بذلك يكون نضالهم هو النواة الأولى لبناء المجتمع الأناركى فى قلب المجتمع الطبقى، و لذلك يسعى الأناركيون إلى طرح البديل التحررى لإدارة النضالات اليومية لهذه الطبقات و يدعمون مبادراتها الذاتية لخلق مؤسساتها النقابية و التعاونيةو ينخرط الأناركيون بنشاط واضح فى كل مظاهر الإحتجاج السلمى الموجهة للدفاع عن حقوق العمال أو المرأة أو الأقليات و الفئات المضطهدة فى المجتمع و كذلك الموجهة ضد العولمة و ضد تغول الرأسمالية العالمية على البيئة و تعريضها للجنس البشرى كله لكارثة بيئية حتمية إن إستمرت ظواهر الإحتباس الحراى و التلوث البيئى فى التمدد دون مجابهة جادة.
فى النهاية فإن الأناركية مقارنة بحجم إنتشارها المحدود تعتبر أكثر التيارات السياسية تعرضا للهجوم و التشويه و يعد الإتهام بممارسة العنف أكثر الإتهامات الكاذبة شيوعا عن الأناركيين رغم أن الحقيقة التاريخية تثبت أنهم أقل التيارات السياسية ممارسة للعنف و بفارق كبير عن غيرهمو برغم أن الفئة الضئيلة من الأناركيين الذين آمنوا بأن أعمال العنف تصلح سبيلا لحفز الجماهير على الثورة عاشت و مارست عنفها فى بداية القرن الماضى ثم إختفت و لم يعد لها وجود بين تيارات الإناركية المعاصرةو لا يمكن تبرير حجم التشويه الذى تتعرض له الأناركية إلا بأنها كغيرها من التيارات الإشتراكية المؤمنة بالثورة أى السعى للتغيير الجذرى للمجتمع تمنح البشر الأمل فى أن بالإمكان بناء عالم أفضل و أنه ليس عليهم الإستسلام لدعاوى ال5% من سكان هذا الكوكب المسيطرون على مصائره بأن فوضى إستغلالهم و إستبدادهم و حروبهم و الفقر الذى يفرضونه على الغالبية هى قدر محتوم لا سبيل للفكاك منه.

السبت، 24 ديسمبر 2011

بيان من الحركة الاشتراكية التحررية عن الاتهامات الموجهة ضد الرفيق ياسر عبد القوي


بيان من الحركة الاشتراكية التحررية عن الاتهامات الموجهة ضد الرفيق ياسر عبد القوي

الرفاق الأعزاء
الرفاق في الحركة الأناركية العالمية

تتعرض الحركة الاشتراكية التحررية منذ أسابيع لهجوم تشنه عليها الأحزاب الدينية الفاشية، عبر مواقع على الانترنت وعبر وسائل الإعلام الموالية للفاشية العسكرية الحاكمة في مصر.
لقد كنا دائما أبدا كممثلين للأناركية في مصر جزءًا من نضال الكادحين المصريين ضد قمع الدولة واستغلال الرأسمالية، ومحاربين ضد فاشية الأحزاب الدينية.
لقد بلغ هجومهم الإجرامي أوجه اليوم بتقديم أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين بلاغًا للنائب العام ونيابة أمن الدوله العليا( القضاء المختص بتتبع السياسيين) ضد واحد من رفاقنا هو : ياسر عبد القوي.
إننا لن نخشى الفاشية أبدًا ولن نتراجع عن مقاومتها سواء بوجهها العسكري أو الديني، ولن يهتز إيماننا النضالي بمثل هذه التهديدات السلطوية.
إننا نطالب رفاقنا في العالم كله بمساندتنا معنويًا وفضح المؤامرة الحقيرة التي تحاك ضد الأناركيين المصريين عمومًا والحركة الاشتراكية التحررية خصوصًا.
إننا نعلم أن روح التضامن الثورية ما بين أناركيي العالم ستبقى شعلة متوهجة في الأفق تنير لنا جميعًا طريق نضالنا وترشدنا للطريق نحو عالم حر بلا استغلال وبلا دولة.

عاش نضال كادحي العالم
عاش نضال الأناركيين

السبت، 19 نوفمبر 2011

نشرة الاشتراكية التحررية - العدد الأول

العدد الأول من نشرة الاشتراكية التحررية التي تصدرها الحركة الاشتراكية التحررية في مصر 

الاشتراكية التحررية العدد الأول

السبت، 22 أكتوبر 2011

كيف يمكن تعريف الاشتراكية التحررية ؟

ورقة مقدمة من الرفيق ياسر عبد الله إلى مؤتمر الإشتراكية التحررية الأول المنعقد في مركز هشام مبارك يوم 7 أكتوبر 2011
كيف يمكن تعريف الاشتراكية التحررية

الأربعاء، 5 أكتوبر 2011

برنامج أعمال الملتقى الفكرى الأول للاشتراكية التحررية فى مصر


برنامج أعمال
الملتقى الفكرى الأول للاشتراكية التحررية فى مصر
المقرر انعقاده فى مركز هشام مبارك للقانون
1 شارع سوق التوفيقية من شارع رمسيس
يوم الجمعة 7 أكتوبر 2011 من الساعة 10 صباحًا إلى 6 مساءً


تسجيل حضور وتعارف من الساعة 9 صباحًا إلى الساعة 10 صباحًا

********
الجلسة الأولى من  الساعة   10صباحًا إلى الساعة 11 صباحًا
ما هى الاشتراكية التحررية
متحدث رئيسى ياسر عبد الله

*********
الجلسة الثانية من الساعة 11 صباحًا إلى الساعة 12 ظهرًا
التنظيم الاشتراكى التحررى لماذا وكيف ؟
متحدث رئيسى سامح سعيد عبود

********
الجلسة الثالثة من الساعة 12 ظهرًا إلى الساعة 1 ظهرًا
عن تجربة المؤتمر الشعبي المحلي لمدينة الاسكندرية
متحدث رئيسى ياسر عبد القوى

*************
الجلسة الرابعة من الساعة 1ظهرًا إلى الساعة 2 ظهرًا
 من النقابات العمالية الإصلاحية البيروقراطية إلى النقابات العمالية الثورية التحررية
متحدث رئيسى تامر موافى

*************
راحة للغداء من الساعة 2ظهرًا إلى 3 عصرًا

***************
الجلسة الخامسة من الساعة 3عصرًا إلى 4 عصرًا
حول الإدارة الذاتية للمنشئات
متحدث رئيسى سامح سعيد عبود

*************
الجلسة السادسة من الساعة 4 عصرًا إلى الساعة 5 مساءً
أهمية تأسيس نادى للفكر اللاسلطوى
متحدث رئيسى ياسر عبد الله

*************
الجلسة السابعة من الساعة 5مساءً إلى الساعة 6 مساءً
حوار مفتوح حول دور اللاسلطويين فى الثورة المصرية



الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

نداء لملتقى أممي في تونس



نداء لملتقى أممي في تونس

لقد حاز ما حصل في شمال افريقيا من حراك شعبي اهتمام الجميع لكونه ناجما عن تدني مختلف مستويات العيش و غياب افاق مستقبلية حقيقية للأجيال الجديدة، و التي رغم دورها الريادي في النضال تبقى بعيدة كل البعد عن التمتع بحق التعبير عن رأيها في الخيارات و القرارات وفي سياق الأزمة الإقتصادية العالمية نرى ترابطا بين اسباب التحركات الشعبية و الطلابية في أروبا و ما أدى إلى سقوط بن علي و مبارك. من أجل ذلك اجتمعنا نحن، طلبة و مفقرين و عاطلين عن العمل ،نشطاء من أوروبا و شمال إفريقيا في تونس لإثراء معارفنا و العمل على مشاريع نضالات مشتركة.
نضالنا هدفه تحقيق تغييرات جذرية في منظومة قائمة على الإستغلال و تسلط نخب عابثة على التصرف في شؤون و احتياجات الأغلبية ، يقوم ضد البؤس و الفقر و يسعى لبناء روابط و هياكل إجتماعية جديدة تكون نتاجا لعملية تحرر هدفها إستعادة المشترك. خلقت مختلف هذه النضالات فضاءا مشتركا تحاول السلط بصفة دائمة تشتيته و قمع مكوناته.

لذلك فإننا ندعو الى لقاء دولي لنشطاء مختلفي الآفاق للإستفادة من تجارب الجميع و بناء استراتيجيات نضالات مشتركة.نحن لا نريد تنظيم "حدث" إعلامي بل بناء شبكة أممية في مستوى النضالات و التغيرات الإجتماعية الراهنة.

نحن نهدف الى لقاء يكون بمثابة فضاء تفكير و عمل مشترك في ما يتعلق بعديد القضايا كالهجرة و حرية تنقل الأشخاص و المعارف و الهشاشة الإقتصادية و مسألة المديونية بمختلف أشكالها و تردي الخدمات الإجتماعية و تحرير  و مجانية المعرفة إضافة إلى إشكاليات إحداث شبكات و وسائل الإعلام المستقل و إستعادة الفضاء الحضري و طرق و أشكال التعبئة و الذكاء الجماعي و طرق التنظم الجديدة.
 
إننا ندعو كل نشطاء العالم من تنظيمات و مستقلين يتبنون محتوى هذا النداء و يطمحون الى بناء شبكة نضالية عالمية للقاء أممي بتونس من 29 سبتمبر إلى 2 أكتوبر 2011.

برنامج الملتقى اضغط للتحميل 

Front de Libération populaire de la Tunisie
Knowledge Liberation Front
Network Welcome to Europe et d’autres activistes du NoBorder
Soliplenumk Revolte ) Gottingen)
 RÉSEAU DE LUTTES / www.international.r02.org /
contact@international.r02.orga / www.edu-factory.org

facebook:
www.facebook.com/rez02luttes

Twitter: www.twitter.com/#!/rez02luttes


الثلاثاء، 24 مايو 2011

الحركة الاشتراكية التحررية


الحركة الاشتراكية التحررية

نحن الاشتراكيون التحرريون نكافح من أجل مجتمع اشتراكي لا طبقي ولا سلطوي، يتحرر من سلطتي رأس المال والدولة القمعية، وليس من أهدافنا إقامة رأسمالية دولة تحت مسمى الاشتراكية كما حدث في دول المعسكر الاشتراكي القمعية، والتي نعاديها ونرفضها كما نعادي ونرفض النظام الرأسمالي.
ونحن نرى في الطبقة العاملة طبقة قائدة تستطيع قيادة تحالف موسع من الكادحين لإسقاط كلاً من سلطة الرأسمالية وسلطة الدولة القمعية.

نسعى من أجل :
1-      اللامركزية الإدارية كانتخاب المحافظين ورؤوساء المدن والأحياء وأعضاء المجالس المحلية، والحق الشعبي في مراقبتهم ومحاسبتهم والتحقيق معهم عبر المجالس المحلية واللجان الشعبية.
2-      تحويل كل المنشآت الخدمية والإنتاجية إلى منشآت تعاونية تدار ذاتيًا عبر أعضائها بشكل ديمقراطي ولا مركزي مع دعم حريتها واستقلالها الإداري عن الدولة.
3-      إلغاء الحوافز الضريبية التي يتمتع بها المستثمرون وتطبيق الضرائب التصاعدية التي توجه لدعم التعاونيات الخدمية من تعليم وصحة إلى آخره.
4-      التعددية النقابية، وإطلاق حرية تأسيس النقابات لكافة العاملين بالدولة والمصانع الحربية، ودعم مشاركة العمال في إدارة المصانع، والإدارة الذاتية للمصانع والشركات التي تمت خصخصتها بشكل جائر وفاسد في عهد مبارك.
5-      مصادرة الأموال التي يثبت أنها جاءت من طريق غير مشروع وضمها للتعاونيات.
6-      دستور يدعم كافة الحريات الإنسانية، مثل حرية العقيدة والتنظيم والفكر، وتأسيس جمهورية برلمانية لا مركزية إداريًا مع الرقابة الشعبية الدائمة من قبل سلطات الإدارة المحلية واللجان الشعبية على عمل الحكومة ورئيس الدولة، والحق الشعبي في محاسبة المسئولين واقتراح القوانين والاستفتاء الشعبي عليها.
7-      إقامة مجتمع اشتراكي تحرري لا سلطوي يعتمد على التعاونيات التطوعية بلا سلطة مركزية، مجتمع بلا طبقات ينظم نفسه ذاتيًا عن طريق لجانه الشعبية ومجالسه المحلية وتعاونياته ونقاباته، لنستغنِ بذلك عن سلطة الدولة المركزية القمعية.

البريد الإلكتروني                                      lsm.egypt@gmail.com  صفحة الفيس بوك:الحركة الاشتراكية التحررية

الأحد، 15 مايو 2011

دور الأناركيين فى الثورة المصرية وإعادة إنتاج فشلهم التاريخي


دور الأناركيين فى الثورة المصرية وإعادة إنتاج فشلهم التاريخى

سامح سعيد عبود

2011 / 5 / 15

"فعلوها الفوضويون"! يقصد الأناركيون هذا ما حدثنى به أحد قيادات الماركسيين من جيل السبعينات فى مصر حين قابلنى أثناء الاعتصام فى التحرير، ويمكنا أن نأخذ هذا الحديث على ثلاثة أوجه كالتالى
الوجه الأول أن ثورة 25 يناير المصرية كانت نموذج أناركى للثورة، أى ثورة بلا قيادات ولا زعامات وبلا أحزاب سياسية، بل كانت نتيجة استخدام وسائل فى الحشد والتنظيم والتعبئة تتجاوز تلك الوسائل العتيقة التى عرفتها بعض الثورات السابقة، وهذا لا ينفى المحاولات المستمرة، من الساسة المحترفين وأحزابهم بدءا من هؤلاء الذين لم يشاركوا فيها من البداية بل وحتى من وقفوا أمام شرارة الثورة الأولى مستهزءين بها، أو كانوا محايدين إزاءها، أن يقفزوا على موجة الثورة و رقاب الثوار، فارضين زعامتهم وقيادة تنظيماتهم ورؤاهم عليهم، وامتلئت شاشات الفضائيات بأمثال هؤلاء، مصورين أنفسهم كزعماء للثورة وقادتها ومنظميها وملهميها. ومن هنا سوف تنتهى الثورة إلى تجسيد أحد مشاريع هؤلاء سواء الدولة الإسلامية أو الدولة الديمقراطية الليبرالية أو الدولة الاشتراكية سواء على الطراز الناصرى أو السوفيتى أو الاشتراكى الديمقراطى، أو أى مشروع سلطوى آخر يحقق حدود دنيا من مطالب الثورة الأساسية، و لا يحقق الحد الأقصى الممكن من مطالبها فى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية كما يسعى إلى ذلك الأناركيون دون جدوى.
الوجه الثانى هو تحقيق اعتصام التحرير على مدى ثمانية عشر يوما نموذجا ناجحا لمجتمع أناركى لاسلطوى بلا قيادات ولا تنظيم قسرى أو هرمى، بل نجح المعتصمون فى تحقيق أهدافهم عبر عملهم التطوعى المشترك وتعاونهم وتضامنهم، ووفروا لأنفسهم الأمن والطعام والمأوى بعيدا عن الدولة والبقرطة، وقد لمس المعتصمون حالة من السعادة أصبحوا يحنون إليها الآن بعد زوالها، وطالب بعضهم بالعودة لأخلاقيات وسلوكيات اعتصام التحرير التى زالت بمجرد زوال شروطها، وهى غياب السلطة الهرمية المتعالية على البشر، فتلك النوعية من السلطة تفسد الناس وتصيبهم بأمراض العقل والنفس، سواء أكانوا متسلطين فتصيبهم بالسادية أو متسلط عليهم فتصيبهم بالمازوخية، ولأن الثورة هى التمرد على وضع الخضوع وعلاقات التسلط، فأنها تفجر أفضل ما فى البشر ليعودوا أصحاء، وهذا ما لمسناه جميعا فى اعتصام التحرير، و لكن ما إن تعود علاقات السلطة مرة أخرى، ويعود الناس لوضع الخضوع، حتى تظهر مجددا عند قطبى المتسلطين والمتسلط عليهم أعراض أمراضهم السابقة
الوجه الثالث الذى شكل مفاجأة سارة لى هو استمرار اكتشافى عبر الخمس شهور الماضية لأعداد متزايدة من الأناركيين فى مصر، لم اتعرف عليهم من قبل، مبعثرين عبر محافظتها المختلفة، ومنتمين لاتجاهاتها المتنوعة، يعملون بشكل جماعات صغيرة أو كأفراد، هم دائما فى فعاليات الثورة و تنظيماتها المختلفة، كمجرد أفراد مشاركين، ولكنهم غير متمايزين عن باقى من فى الحشود، و هم غالبا ما لا يعلنون عن أنفسهم، ولا يفصحون عن انتمائهم الفكرى والسياسى على نحو صريح، ليست لهم مطبوعات ورقية، أو رموز معلنة غير أن مجموعة صغيرة منهم رفعت العلم الأناركى فى عيد العمال بميدان التحرير، ذلك لأن الأناركيين فى الممارسة عالميا ينقسمون لاتجاهين فهناك من يفضلون العمل الدعائى فى مجموعات منظمة، تشكل اتحادات محلية واقليمية وعالمية فيما بينها، أو يفضلون التأثير الفردى بالانخراط فى الأعمال الاحتجاجية أو المنظمات الاجتماعية كالنقابات العمالية والمهنية واللجان الشعبية والتعاونيات وغيرها أى ملاحين غير مرئيين للسفينة الثورية، وينقسم الأناركيون فى مصر إلى من ينتمون إلى جيل أكبر سنا، وهم غالبا مروا فى أحدى فترات حياتهم بانتماء ماركسى فكريا وحزبيا، وترى بعضهم يفصح عن تحوله الفكرى، والبعض الآخر لا يفصح عن انتماءه، فضلا عن القريبين من الأناركية فكريا وعمليا والمتأثرين بها من اليسار الراديكالى، غير أن هناك جيل أصغر غالبا فى العشرينات من عمره، لم يتكون فى منظمات ما، ولم يتبنى أيديولوجيات سابقة، عبر عمليات تجنيد وتثقيف أيديولوجى ، ولكنهم ونظرا لإجادتهم كل من الإنجليزية والتعامل مع الأنترنت، تأثروا بتلك الرؤية للعالم، وهؤلاء تتكاثر مدوناتهم و تتنوع صفحاتهم على الفيس بوك، وأحد أكثر صفحاتهم شهرة هى الأناركية المصرية التى بلغ اصدقاءها ما يقرب من 400.
تجد فى كل هؤلاء تنوعات بتنوعات من يطلقون على أنفسهم أناركيين فى العالم، فهناك قلة ينتمون لما يسمى باليمين الأناركى وهم رأسماليون ليبراليون متطرفون لا أكثر،وهناك طبعا الفرديون، وهناك من يتخذون الأناركية نوع من الموضة التى تبرر تمردهم الفردى وتحللهم الاجتماعى لا أكثر ،وهناك من لايعنيهم التغيير الثورى للعالم بقدر ما يعنيهم تحرير أنفسهم والمجموعات الصغيرة التى ينتمون إليها داخل المجتمع القائم، وكل هؤلاء لا يعنونا فى هذا المقال بالطبع، أما من يعنوننا فهم المنتمين لليسار الأناركى الثورى باتجاهاتهم العملية المختلفة المجالسية والتعاونية والنقابية. ومن ناحية ثانية تتفاوت مستويات الثقافة والوعى والفهم بين هؤلاء، ومن ناحية ثالثة يتفاوتون فى مدى نضاليتهم والتزامهم وفى مدى عمليتهم وفعاليتهم الاجتماعية والفكرية والسياسية والثقافية.
ومن هنا فليس معنى تلك الكثرة العددية أن هؤلاء مؤثرين فى تطور العملية الثورية فى مصر بما يتوافق وحجم انتشارهم لأنهم غالبا أفراد بلا تنظيم، فعاليتهم فعالية جنود فى الحشود، يحصد نتاج نضالهم و تضحياتهم الجنرالات من الساسة المنظمين، أى أنهم يوظفوا أنفسهم وبإرادتهم لصالح إعادة إنتاج مجتمع سلطوى على عكس أهدافهم، ويعيدون إنتاج فشلهم التاريخى المتكرر، فى كوميونة باريس والثورة الروسية والحرب الأهلية الأسبانية والموجة الثورية العالمية فى مايو 68 وأخيرا حركتى مناهضة العولمة والحرب واللتان انتهيتا إلى الفشل، و الحقيقة أنه فى كل تلك الأحداث التاريخية كان الأناركيون يتواجدون بقوة ولكن بلا تأثير فى النتائج النهائية.
فى حوار جمع بين مجموعة من الأناركيين المصريين وأحد الرفاق الأناركيين من شيلى نقل لهم خبرته من تطورات الوضع فى أمريكا اللاتينية، أن نفس المشكلة تتكرر فى كل موجة ثورية، نضال عاتى وحضور مكثف فى الفعاليات والاحتجاجات الثورية، ولكن الثمار غالبا ما تقع فى أيدى سلطويين مختلفين، وهذا يشير بوضوح لخطأ لابد من تداركه، حتى نتوقف عن إعادة إنتاج الفشل.
تدارك الخطأ يكمن فى انتظام الأناركيين فى منظمات للدعاية والحشد والتعبئة والتنظيم،مختلفة تماما عن التنظيم اللينينى بأسسه المعروفة التى سببت الكوارث التاريخية

كما يجب أن تكون هناك رؤية برنامجية للتغيير الاجتماعى وفق الممكن والمتاح باعتبار أن الهدف النهائى أبدى لكن الأهداف المرحلية تجاهه ممكنة، لكى يتم النضال لتحقيقها وفق الظروف الواقعية وهناك محاولةبهذا الشأن