‏إظهار الرسائل ذات التسميات التنظيم. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات التنظيم. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

النقابية العمالية الثورية مفتاح الثورة ترجمة : حسين الحاج


النقابية العمالية الثورية
مفتاح الثورة
ترجمة : حسين الحاج 




النقابات العمالية هي منظمات الطبقة العاملة المناضلة التي أنشئت من أجل الدفاع عن مصالحنا كعمال ضد رؤسائنا. لكن الإتحادات العمالية تستطيع أن تفعل أكثر من ذلك، فليس عليها أن تناضل ضد أرباب العمل في الوقت الحالي فقط، بل علينا أن نجعلها تنظم إضرابًا ثوريًا عامًا حيث يأخذ العمال الأراضي والمصانع من أرباب العمل، ويديرونها بأنفسهم لمصلحة العمال والفقراء. لن تتحقق الإشتراكية والحرية عن طريق البرلمان، يمكن فقط أن تتحقق هزيمة الرؤساء بكفاح العمال ومنظماتنا، يمكن أن تتحقق فقط من خلال النقابية الصناعية الثورية (اللاسلطوية النقابية).

لماذا نحتاج لإتحادات عمالية؟
أُنشئت الإتحادات العمالية بسبب حاجتنا إلى التوحد ضد أرباب العمل الذين يستغلوننا. نحن كثير وهم قلائل، لكننا نقوم بكل العمل ويحصلون هم على جميع الأموال. لقد بنينا الإتحادات الصناعية حتى نقاوم رؤساءنا. الإتحادات تمد العمال بالقوة لأنها تربط العديد منّا في منظمة قوية. إنها تمدنا بالقوة لأنها تستطيع تنظيمنا لضرب المدير في أكثر الأماكن إيلامًا، في جيبه، وذلك لأنها يمكن أن تحدث خللاً في الإنتاج (مصدر ثروة أرباب العمل) من خلال العمل الجماهيري. الإتحادات تجمع العمال لأنها تعزز القوة والثقة في الوحدة ومقاومة الرؤساء. ومن أجل ذلك يكره الرؤساء الإتحادات.

هل هناك مشاكل داخل الإتحادات ؟
نعم، هناك بعض المشاكل المهمة. وعلينا نحن العمال أن نأخذ هذه المشاكل بجدية. أول مشكلة هي أن الإتحادات تدار على نحوٍ متزايد بواسطة موظفين بتفرغ كامل. هؤلاء الموظفون يدفع لهم أكثر منّا، وكثير منهم يرون أن الإتحاد "مجرد عمل آخر". يصبح هؤلاء القادة محافظين لأنهم لا يريدون اتحادًا أكثر اشتباكًا، فهم ليسوا عمالاً بعد الآن، وهكذا ينسون ما عليه الحال. وبدلاً من ذلك فإنهم يفضلون قضاء أوقاتهم في التفاوض. وهذا يعني أحيانًا أنهم لا يدعمون كفاحنا، وغالبًا ما يتخذون قرارات استبدادية، فكثير منهم يرفض الإشتراكية، وإنهم يفضلون أن يجمعون الأموال من أجل الدخول في مجال التجارة لاحقًا.

ماذا يمكن أن نفعل ؟
يجب أن تتحول النقابات إلى منظمات نضالية حقيقية يديرها العمال ويحتكموا فيها. النقابات العمالية هي منظمات الطبقة العاملة المناضلة التي أنشئت من أجل الدفاع عن مصالحنا ضد أصحاب العمل. نستطيع تحقق الإشتراكية الحقيقية فقط من خلال تحرك النقابات العمالية الثورية لانتزاع الأرض والمصانع. لن تتحقق الإشتراكية من خلال البرلمان. يجب على الإتحادات أن تستولي على المزارع والمصانع وتضعها تحت الإدارة الذاتية للعمال. هذا هو جوهر برنامجنا: النقابية الصناعية الثورية (اللاسلطوية النقابية).
لا يمكن تحقيق هذا من خلال تعيين موظفون جدد بتفرغ كامل. يمكن أن يتحق ذلك، فقط بالتأكيد على سيطرة العمال على الإتحادات. القرارات يجب أن تؤخذ عن طريق إجتماعات جماهيرية وانتخابات لمجالس المندوبين العماليين المتواجدين في مقر العمل.
 لكي يتم التأكد من حدوث ذلك، يجب على العمال المناضلين والمندوبين العماليين تكوين جماعات معارضة داخل الإتحاد. هذه الجماعات ستحاول أن تتأكد من ديموقراطية الإتحادات، وعليها أن تشجع العمال على التوحد ومقاومة الرؤساء. يجب على هذه الجماعات أيضًا النضال من أجل حقوق مساوية للمرأة.  إننا لا نحتاج إلى موظفين بمرتبات، يجب أن تعمل الإتحادات بالعمال ومندوبيهم.

هل يمكن أن تخلق الإتحادات المجتمع الإشتراكي؟

نعم، تستطيع الإتحادات ذلك، بشرط حدوث ثلاثة أشياء:
·        أن يقوم العمال بإدارة الإتحادات بطريقة ديموقراطية.
·        أن تغير الإتحادات سياساتها بحيث أن تقبل مبدأ إستيلاءها على الأرض والمصانع ووضعها تحت إدارة العمال الذاتية.
·        أن تتوحد كل النقابات العمالية في إتحاد واحد ضخم تحت إدارة العمال.

الإشتراكية والحكومة:
تخلت العديد من النقابات عن الكفاح الإشتراكي، بعضهم يقول أنهم إشتراكيين، لكنهم يرون أن الإشتراكية ستتحقق عن طريق الوصول لكراسي الوزارة. لكن الإشتراكية لن تتحقق عن طريق الحكومة. الحكومة تدعم أرباب العمل، لم يقبض على مدير في إضراب أبدًا، بل يقبضون على العمال. أصحاب العمل هم الحكام الحقيقيون.
البرلمانات لا تملك القوة الفعلية، بل تكمن في مجالس إدارة الشركات والجيش والشرطة والطبقة العليا من مسؤولي الدولة. ولا يبالي السياسيون بذلك لأنهم يعيشون الحياة الجميلة التي لا يستطيع العمال إلا أن يحلموا بها فقط. وهكذا يقبض الثري بقبضة خانقة على مصير العمال. إنه يستغلنا في المصنع ويهيمن على البلد كذلك.
الإشتراكية الحقيقية يمكن أن تتحقق إذا قام العمال بأنفسهم من خلال إتحادهم بالسيطرة وإدارة الأرض والمصانع. واستبدال الحكومة بديموقراطية عمالية تقوم على الإتحادات. هذا يمكن أن يتحقق فقط إذا اتفقنا أن هذا طريق التقدم. وبكلمات أخرى، علينا أن نقنع جميع العمال بهذه الحقيقة. ثم علينا أن نجعل اتحاداتنا تتفق على هذه السياسة.

إتحاد عمالي واحد ضخم:
إننا بحاجة أن نبقي الإتحادات مستقلة عن كل الأحزاب السياسية. الأحزاب السياسية لا تستطيع تقديم الحرية، العمال فقط هم القادرون على تحرير أنفسهم. الأحزاب السياسية أحد الأسباب الرئيسية في إنقسام الإتحادات. إنه من المنطقي أن يتوحد العمال في اتحاد واحد ضخم، لكن الإتحادات منقسمة بين هذا الذي يدعم ذاك الحزب، والآخر الذي يدعم ذلك الحزب فيضعف كفاحنا. علينا أن نجمع الإتحادات – صناعة واحدة، اتحاد واحد، بلد واحد. دعونا ندمج كل الإتحادات التقدمية ببعضها ونوحد كل العمال بغض النظر عن العرق أو الإعتقاد. اتحاد واحد ضخم يعني القوة التي ستحطم أرباب العمل وتأخذ المصانع والأرض.

الإضراب الثوري العام:
الطريق إلى ديموقراطية العمال والإشتراكية يبدأ من العمل الجماهيري وليس من خلال الإنتخابات. علينا النضال ضد أرباب العمل كل يوم، الإضرابات والتباطؤ والسيطرة هي أسلحة العمال.
عندما نتوحد جميعًا بما يكفي، يجب أن ندعو إلى إضراب ثوري عام يومًا ما. بدلاً من الجلوس في المنازل أو التظاهر في المدينة، يجب علينا أن نذهب إلى الشركات والمصانع ونستولي عليها ثم نضعها تحت الإدارة الذاتية للعمال ونطرد أصحاب العمل. نستطيع أن ندير الحقول والمصانع فنحن نقوم بالعمل على كل حال. بالعمل جنبًا إلى جنب مع هياكل المجتمع من الطبقة العاملة والريفيين الفقراء ستنهي ثورة الإتحادات العمالية هذا النظام الرأسمالي. لا أثرياء بعد اليوم.
بدلاً من تلقي الأوامر من أرباب العمل، ندير نحن مقار أعمالنا بديموقراطية. ومن خلال الإتحادات، سنصل بين العمال الآخرين عبر الوطن وعبر العالم. نستطيع أن نخطط لإنتاج يفي بإحتياجاتنا وليس بجشع رؤساءنا. بدلاً من الرأسمالية، سنحصل على نظام إشتراكي وديموقراطية للطبقة العاملة، وبدلاً من عالم من الرؤساء، سنصبح عالم من العمال تدافع عنه جيش من العمال.
فقط هذا الإضراب الثوري العام سينهي الإستغلال الرأسمالي وإرث القهر العنصري. نستطيع أن نستعمل ثروة البلد في بناء المدارس والعيادات والمنازل وكل شئ نحتاجه. نحن من صنعنا الثروة، دعونا نستردها!
هذا هو برنامج النقابية الصناعية الثورية (اللاسلطوية النقابية).

بناء الغد بداية من اليوم:

تلخيصًا لما سبق، نحن نؤمن أن علينا:
·        بناء ديموقراطية عمالية مسيطرة على الإتحادات.
·        ضم الإتحادات إلى النقابية الصناعية الثورية.
·        توحيد كل الإتحادات العمالية في إتحاد واحد ضخم.

وعلى المدى القصير، هذا ما يجب أن نناضل من أجله:
·        إستقلال كل الإتحادات من تحالفاتها مع الأحزاب السياسية.
·        النضال ضد كل القوانين التي تقيد حق الإضراب أو تتدخل في الشؤون الداخلية للإتحادات.
·        معارضة كل محاولات ضرب الإتحاد من قبل أرباب العمل.
·        الحد الأدنى للأجور.
·        خلق وظائف جيدة الأجر ونافعة إجتماعيًا.
·        معارضة كل صفقة إنتاجية تؤدي إلى فقدان الوظائف.
·        تنظيم العاطلين.
·        النضال ضد التمييز العنصري في مقر العمل.
·        منح حقوق متساوية للمرأة في الإتحادات وأماكن العمل.
·        منح أجر عمل ستة أشهر للأم بدون فقدان للوظيفة.
·        يجب أن تعلن الإضرابات رسمية تلقائيًا من قبل الإتحادات شرط أن لا تتعارض مع مبادئ الإتحاد العمالي.
·        دمج كل الإتحادات بحيث أن تكوّن نقابة لكل صناعة، ثم إتحاد عام يضم كل النقابات العمالية فيه.
·        الإنسحاب من كل الإتحادات التي تضع برنامج "مشاركة العمال" و"صنع قرار مشترك"، لأنها مجرد مكائد من رجال الأعمال.

الخميس، 17 مايو 2012

عن الأناركية والتنظيم ~ ترجمة : تامر موافي


عن الأناركية والتنظيم
ترجمة : تامر موافي

عندما تذكر كلمة "التنظيم" يشار إلى الأناركيين بإصبع الإتهام. يعتقد كثيرون أن الأناركية معادية للتنظيم ومن ثم هي مرادفة للفوضى، ولكن هل هي كذلك؟ الإجابة السهلة هي "بالطبع لا!” ولكن هذه الإجابة لا تزيل التخبط المحيط بالسؤال، أو الإتهامات الموجهة للأناركيين.
التنظيم بالنسبة للأناركيين هو واحد من أهم القضايا التى ينبغي حسمها. قبل أى شيئ يدرك الأناركيون أنه فقط من خلال التنظيم يمكن تحطيم نظام الرؤساء؟ على سبيل المثال، حقيقة أن الحشد الضخم والمنسق للشرطة أثناء إضراب عمال المناجم فى بريطانيا قد استخدم بنجاح فى كسر الإضراب وعزل العمال، يؤكد صحة هذا الإفتراض. فلدى أصحاب الأعمال جهاز الدولة الكفؤ والذي سيتحرك لسحق أي معارضة له.
لا أمل للعمال في الإطاحة بأصحاب الأعمال وطبقتهم إلا بتنظيم وقوة مماثلة. ما يعتقد فيه الأناركيون هو أن على العمال تنظيم أنفسهم حيث لا يمكن للرأسمالية أن تستغن عنهم، أي في أماكن العمل. يمتلك العمال القوة اللازمة لخلق الحركة الثورية القادرة على الإطاحة بالرأسمالية واستبدالها بالاشتراكية فقط إذا ما نظموا أنفسهم في كل القطاعات الإنتاجية.
ولكن السؤال التالي هو: أي نوع من التنظيم ينبغي للعمال بناؤه للإطاحة بالرأسمالية؟ ثمة نوعان للتنظيم. النوع الأول المعتاد لنا جميعًا هو الشكل الرأسمالى للتنظيم وهو هيكل يتم بناؤه من أعلى إلى أسفل وفيه يمتلك الأغلبية (لنقل 95%) القليل أو لا شيئ من المشاركة فى عملية صنع القرار، وعليهم فقط تنفيذ ما يقرره ال5%. وعلى الرغم من أن هؤلاء ال5% منتخبون عادة، كما هو الحال فى البرلمان، إلا أنهم غير مسؤولين أمام ناخبيهم وهم ببساطة يمثلون مصالحهم التي هي فى حالة البرلمان مصالح أصحاب الأعمال.
النوع الثانى الممكن للتنظيم هو ذلك الذى يؤكد الأناركيون أنه لا غنى عنه للمنظمة العمالية إذا ماكان هدفها هو بناء الإشتراكية. هذا النوع من التنظيم يتم بناؤه من أسفل لأعلى وتتدخل قاعدته في كل القرارات التي تتخذها المنظمة. مثل هذه المنظمة تستبعد أي قيادة يمكن أن تتخذ القرارات نيابة عن أعضائها. وعندما يتخذ القرار تختار القاعدة مندوبين مسؤولين أمامها لتنفيذه. ومن ثم عمليًا تبقى المنظمة تحت سيطرة أعضائها و ليس تحت سيطرة أى قيادة.
بعض الاشتراكيين ينظمون أنفسهم وفق مبدأ يقول أن الطبقة العاملة تحتاج إلى قيادة وأن هذه القيادة هي الحزب المؤلف من هؤلاء الاشتراكيين، والذي بدونه - في إعتقادهم – لا يمكن تحقيق أي إنجاز ذي قيمة. الحزب بالنسبة لهم هو الرأس، طليعة الطبقة العاملة. في داخل الحزب تتشكل اللجنة المركزية من "الأفضل" بين الأعضاء، ويصبح "الأفضل" بين هؤلاء هو القائد. العملية في مجملها تؤدي إلى هرمية صارمة تتنزل فيها الأوامر من أعلى وتزاح الديموقراطية إلى خلفية المشهد. و يرى الأناركيون أن هذا النوع من التنظيم لا يقود العمال إلى شيئ إلا مزيد من الإستبداد والإستغلال كما هو الحال في الصين أو الإتحاد السوفيتي السابق.
يرفض الأناركيون الشكل الرأسمالى للتنظيم والذي تستخدمه جميع تنظيمات التيار اليساري الأخرى، على أساس أن الوسيلة التى تستخدمها لتحقيق الاشتراكية ترسم النتيجة التي ستحصل عليها. وبالتالي فإن التنظيم الهرمي سينتج دولة هرمية وشمولية وليس مجتمعًا اشتراكيًا غير هرمي. يستخدم ضد الإناركيين دائمًا الإدعاء بأن المنظمات غير الهرمية غير كفؤة ولا يمكنها العمل. في معظم الوقت يصدر هذا الإدعاء في الواقع لأن أصحابه ينظرون إلى قياداتهم على أنها ضرورية. وفي المقابل يظهرون إحترامًا شكليًا لما قاله ماركس من أن تحرر الطبقة العاملة لن ينجزه إلا الطبقة العاملة ذاتها.
لا يعارض الأناركيون التنظيم ولكنهم يرفضون بشكل مباشر المبدأ الذى تعمل بمقتضاه معظم المنظمات. مشاركة الجماهير في عملية إتخاذ القرار مغيبة حاليًا ولكنها تشكل القاعدة الأساسية للاشتراكية. ومن ثم لتحقيق الاشتراكية من المنطقي أن ننظم أنفسنا بالشكل الذي يضمن للجماهير المشاركة والديموقراطية.

مترجم من "تضامن العمال – العدد 127” (أيرلندة)
Source: http://www.anarchistnews.org/content/thinking-about-anarchism-and-organisation?asid=a34bff6a