الاحتجاجات
في ساو باولو
لماذا
نحن في الشوارع ؟
حركة
المواصلات المجانية MPL
ترجمة: ياسر عبد الله
إن نظام المواصلات العامة
القائم على السماح للشركات الخاصة باستغلالها وفرض تعريفة ركوب نظير خدمات النقل
العام هو نظام فاشل، وسيستمر في الدخول في أزمات طالما استمر الانتقال داخل المدينة محكوم بمنطق السلعة بدلًا
من اعتباره حقًا للجميع.
فهذا المنطق، المسمى بمنطق
الربح، يقود الشركات لرفع الأجرة بشكل متكرر بدعم من الحكومة، وهذا الارتفاع في
الأجرة يدفع في النهاية ركابًا أكثر للتوقف عن استخدام المواصلات العامة، ومع قلة
عدد الركاب، تشعر الشركات بالحاجة لرفع الأجرة مرة أخرى.
هذا عمل من أعمال العنف
تجاه قطاع عريض من السكان، الذين، كما أوضح مقال نشر على موقع UOL الأخباري مؤخرًا، عليهم الاختيار ما بين الطعام، أو دفع أجرة المواصلات، فحوالي
37 مليون برازيلي عليهم الامتناع عن ركوب المواصلات العامة لأنهم لا يستطيعون دفع
الأجرة، وهذا الرقم ليس من اختراعنا ولم يأتِ من فراغ : فلقد بلغت الزيادة من 20
سنت (الريال البرازيلي[1] يقسم إلى 100 سنتافوس أو
سنت) إلى 20 سنت أخرى (أي الضعف)، لقد أصبحت المواصلات، طبقًا للمعهد البرازيلي
للجغرافيا والإحصاء IBGE ثالث أكبر مصدر نفقات للأسرة البرازيلية، وهذا ينزع
حق التنقل من السكان.
بهذا المنطق، فإن على
السكان المضطرين إلى استخدام المواصلات للذهاب إلى العمل، دفع الأجرة، بأكملها
تقريبًا، بأنفسهم، دون أية مساهمة من القطاعات الأخرى المستفيدة من خدمات النقل
العام، لهذا السبب نحن نؤمن بحقنا في المواصلات المجانية، التي لا تعني شيئًا أكثر
من الدعم غير المباشر لقطاع النقل العام، وتقسيم تكلفة المواصلات العامة على
الجميع طالما إن الجميع يستفاد من المواصلات.
هذا هو السياق الذي أدى
لظهور حركة المواصلات المجانية في أكثر من مدينة برازيلية، ولهذا السبب كنا نناضل
لسنوات من أجل تحسين وتحويل النظام السائد في إدارة المواصلات العامة، الآن،
وبينما نتظاهر الآن ضد رفع أجرة الأتوبيسات في ساو باولو[2]، هناك آلاف آخرون يعلنون
التضامن معنا في ريو دي جانيرو[3] وفي غويانيا[4]، حيث تم ربح معركة تخفيض
الأجرة، مثلما حدث في بورتو ألِغرِه[5] منذ شهرين مضيا.
إن الحمل الثقيل على جيب
المواطن العادي دفع المظاهرات لأن تكبر أكبر من الحركة نفسها، وأعمال العنف من قبل
الشرطة العسكرية، جعل صبر المتظاهرين ينفد، وحول المظاهرات إلى انتفاضة شعبية.
لقد تحدث العمدة فرناندو
حداد[6]، من باريس، وكذلك حاكم
الولاية[7] جيرالدو ألكمين[8]، وطالبا من الحركة (حركة المواصلات
المجانية) تحمل مسئولية لا تخصها، فلسنا من وقع العقود مع الشركات ولا نحن من حدد تعريفة
ركوب المواصلات العامة لتقع على كاهل الفقراء، ولسنا نحن من قال أن الزيادة دون
معدلات التضخم دون الوضع في الحسبان، أنه منذ 1994حتى الآن، بحساب تراكم معدلات
التضخم الذي وصل إلى 332% فإن تعريفة ركوب الأتوبيس ستبلغ 2.16 ريال برازيلي، وستبلغ
تعريفة مترو الأنفاق 2,59 ريال برازيلي.
إلى جانب ذلك فإننا نسأل :
هل تراعي زيادة أجور أغلب السكان معدلات التضخم ؟
إن عدم التوافق ما بين تكلفة
نظام المواصلات العامة، وكم ومتى وكيف يتحمل المواطن لاستخدامها، يبين كيف أن
القرارات على الصعيد السياسي تتعارض مع الجانب التقني، إنها مسألة اختيار، لو قرر مجتمعنا
أن النقل العام حق مكفول يجب أن يتاح للجميع، بدون أي محاذير أو تكاليف، فسيجد
وسيلة لتحقيق ذلك، وهذا ما يجب حدوثه، كذلك، مع التعليم والصحة، لكن بدون مواصلات
عامة، يرى المواطنون أن انتقالهم إلى الأماكن الضروية محظور عليهم، هل سيكون من
حقنا أن نطالب تلميذًا بدفع تكلفة تعليمه؟ أو تلقيه الرعاية الصحية ؟
لا يمكن أن يتهرب العمدة فرناندو
حداد من مسئوليته ويتوارى خلف حيلة الاشتراكات الشهرية، فهذا المقترح سيخدم فقط قطاعًا
صغيرًا من الركاب لكنه سيرفع الدعم الحكومي لقطاع النقل العام بنسبة أكبر من 50%،
ذلك الدعم الذي يمكن أن يوجه لخفض تعريفة الركوب.
المطلب الشعبي العاجل هو
إلغاء الزيادة في تعريفة الركوب، وفقط عند تحقيق هذا الشرط يمكن لأي حوار أن يحدث،
لقد حقق السكان هذا المطلب في ناتاو[9]، بورتو ألِغرِه وغويانيا،
وساو باولو ستحقق ذلك عما قريب.
عن حركة المواصلات
المجانية MPL نينا كابلو، إريكا دي أوليفيرا، دانيال غويماريس
ورافايل سيكويرا.
[2] تقع مدينة ساو باولو (عاصمة ولاية
ساو باولو) في جنوب شرق البرازيل وهي أكبر مدن البرازيل وأكبر مدن الأمريكتين
وأكبر مدينة في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية وسابع أكبر مدينة في العالم من حيث
تعداد السكان، يبلغ عدد سكانها 11 مليون و300 ألف نسمة.
[3] تقع مدينة ريو دي جانيرو في جنوب شرق البرازيل، وهي ثالث أكبر مدينة
برازيلية، يبلغ عدد سكانها 6 ملايين و 300 ألف نسمة.
[4] تقع مدينة غويانيا (عاصمة ولاية غوياس) في غرب وسط البرازيل، ويبلغ عدد
سكانها مليون و300 ألف نسمة.
[5] تقع مدينة بورتو ألِغرِه (عاصمة ولاية ريو غراندِه دل سول) في جنوب
البرازيل، ويبلغ عد سكانها مليون ونصف نسمة.
[6] العمدة فرناندو حداد (عمدة مدينة ساو باولو) شغل منصب وزير التعليم من 2005
حتى 2012 عن حزب العمال البرازيلي، تم انتخابه عمدة مدينة ساو باولو عام 2013
خلفًا لغلبرتو كساب.
[7] تقسم جمهورية البرازيل الاتحادية إلى 26 ولاية ومنطقة فيدرالية واحدة
تتمتع بخصائص الولاية هي العاصمة برازيليا، وتقسم الولايات إلى خمسة أقسام جغرافية
هي الشمال والشمال الشرقي ووسط الغرب والجنوب الشرقي والجنوب.
[8] جيرالدو ألكمين تم انتخابه حاكما لولاية ساو باولو في 2011 مرشحًا عن الحزب
الاشتراكي الديمقراطي البرازيلي، خلفًا لألبرتو غولدمان.
[9] تقع مدينة ناتاو (عاصمة ولاية ريو غراندِه دو نورتِه) في شمال شرق
البرازيل، ويبلغ عدد سكانها 950 ألف نسمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.