الخميس، 27 أكتوبر 2011

الوصايا الثابتة للأناركية ألبرت ملتز ترجمة : مازن كم الماز


الوصايا الثابتة للأناركية
من كتاب الأناركية, الحجج دفاعا عنها و ضدها
ألبرت ملتز
ترجمة : مازن كم الماز


عن موقع آلف

إن البشر يولدون أحرارا
 إن حقوقنا غير قابلة للمساومة . يأتي كل إنسان إلى هذا العالم كوريث لكل الأجيال السابقة . إن العالم بأكمله هو لنا بحق الولادة فقط . إن الواجبات التي تفرض علينا كالتزامات أو كمثل عليا , كالوطنية مثلا , الواجب تجاه الدولة , عبادة الإله , الخضوع لطبقات أو سلطات أعلى , احترام الامتيازات الموروثة , كلها أكاذيب .

إذا كان البشر يولدون أحرارا , فالعبودية تكون بمثابة قتل.
 لا يمكن لأحد أن يحكم أي شخص آخر . لا يمكن الزعم أن البشرية كاملة , أو أنه بسبب طيبتها الطبيعية ( أو بسبب نقص في هذه الطبيعة ) يجب السماح لهذا الشخص أو ذاك ( أو لا يجب ) بممارسة حكم الآخرين . إن الحكم بهذا الشكل يؤدي إلى التعسف . لا يوجد بشر متفوقون و لا طبقات ذات امتيازات فوق أو أرفع من "البشرية غير الكاملة أو الناقصة" تستطيع أو مخولة بحكم بقيتنا . إن الخضوع للعبودية يعني التنازل عن الحياة .

كما أن العبودية قتل , فإن الملكية هي سرقة.
 تعني حقيقة أن البشرية لا تستطيع التصرف بميراثها الطبيعي أن جزءا منه قد أخذ منها , إما بوسائل القوة ( القوة الشرعية القديمة أو السرقة ) أو الخداع ( الإقناع بأن الدولة أو حاشيتها أو أية طبقة تسيطر على الملكية بالوراثة مخولة بالحصول على امتيازات ) . إن كل أنظمة الملكية الحالية تعني حرمان البعض من ثمرة عملهم . من الصحيح أنه في مجتمع يقوم على التنافس , أن الاستحواذ على الوسائل المستقلة هو فقط الذي يتيح للإنسان أن يكون متحررا من الاقتصاد ( هذا ما عناه برودون عندما قال , مخاطبا الحرفيين المستقلين , أن "الملكية هي حرية" , والذي بدا أول الأمر متناقضا مع قوله المأثور أن الملكية هي سرقة ) . لكن مبدأ الملكية , فيما يخص المجتمع , يقع في أصل اللا مساواة .

إذا كانت الملكية سرقة , فإن الحكومة هي الطغيان.
إذا قبلنا بمبدأ المجتمع الاشتراكي و بإلغاء الامتيازات الموروثة و الطبقات المهيمنة , تصبح الدولة عندها غير ضرورية . إذا جرى الاحتفاظ بالدولة مع ذلك , تصبح هذه الحكومة غير الضرورية طغيانا بما أنه ليس أمام هذا الجسم الحاكم أية وسيلة أخرى للاحتفاظ بسيطرته ( سوى الطغيان ) . " إن الحرية من دون اشتراكية هي استغلال : أما الاشتراكية من دون حرية فهي طغيان " ( باكونين ).

إذا كانت الحكومة هي الطغيان , فالأناركية هي الحرية.
 أولئك الذين يستخدمون تعبير "الأناركية" ليعنوا الفوضى أو الاضطراب هم على خطأ . إذا اعتبروا أن الحكومة ضرورية , و إذا اعتقدوا أنه لا يمكننا أن نعيش دون أن تقوم الحكومة البريطانية بتوجيه أمورنا , و إذا اعتقدوا أن وجود السياسيين ضروري لسعادتنا و أنه لا يمكننا أن نتصرف بطريقة اجتماعية من دون وجود الشرطة , فإنهم عندها محقون في افتراض أن الأناركية تعني عكس ما تضمنه الحكومة . لكن أولئك الذين يحملون الرأي النقيض , و يعتبرون الحكومة هي الطغيان , هم محقون أيضا في اعتبار أن الأناركية , وليس الحكومة , هي الحرية . إذا كانت الحكومة هي مجرد المحافظة على الامتيازات و الاستغلال و انعدام عدالة التوزيع , عندها تكون الأناركية هي النظام.

نقلا عن   www.spunk.org/txt/writers/meltzer/sp001500.htm#TENETS

عن الحب الحر رسالة من أمريكا سكارفو الى إيميل آرماند ترجمة : مازن كم الماز


عن الحب الحر
رسالة من أمريكا سكارفو الى إيميل آرماند
ترجمة : مازن كم الماز


عن موقع الحوار المتمدن  http://www.ahewar.org/debat/print.art.asp?t=0&aid=271209&ac=2

ترجمة لوثيقة هامة في تاريخ اللاسلطوية الأرجنتينية و التفكير اللاسلطوي فيما يتعلق بأخلاق الحب . "أريد للجميع ما أريده لنفسي : حرية الفعل , الحب , التفكير . أي أنني أريد الأناركية لكل البشرية".


كلمة للمترجم :
يجب أن أعترف أنني بترجمة هذه الرسالة – الوثيقة أعلن استعدادي لتلقي النار , ليس فقط من الآخرين , بل من وعيي الخاص أيضا , لكني أعتقد أيضا أنه على وعيي الذكوري , كما وعيكم الذكوري حتى لو كنتم إناثا ما دمتم تقبلون وضعية المرأة كجنس مقهور , عليه أن ينظر خاصة اليوم بشكل مختلف إلى ذاته كما إلى الآخرين , هذه المرة كمتساوين , و أحرار مهما كانت النتائج المترتبة على ذلك قاسية على وعينا التقليدي , صحيح أن هذا الشعار الجميل الذي يداعب أحلام الملايين اليوم قد يصبح مرعبا إذا هدد وضعية الثوار أنفسهم كجنس قاهر أو إذا هدد امتيازات بعضهم أو معظمهم , لقد انتصرنا في وعينا الفردي و الجمعي حتى الآن على حجج الاستبداد السياسي و الفكري , هكذا فقط صنعنا ثوراتنا , لكن الاستبداد الاجتماعي و الأخلاقي ذا جذور أكثر عمقا , و هي قد تبدو اليوم كما كان الاستبداد السياسي و الفكري يبدو حتى الأمس فقط , ضرورة لا بد منها لاستمرار الحياة الإنسانية و قد تبدو حرية المقهورين , النساء هنا , و إنهاء علاقة السيد / العبد بين المرأة و الرجل إيذانا بالفوضى و السقوط الأخلاقي , تماما كما كان الاستبداد السياسي يعتبر سقوطه نهاية للمجتمع ككل .. حتى نحن , الأقلية التي تحدثت في الماضي أيضا عن الحب الحر كنا ذكوريين بمعنى من المعاني , حتى عندما كان بعضنا يردد بكثير من الإعجاب ما ذهب إليه مزدك و بعده بابك و بعض فرق الهراطقة من المسلمين و المسيحيين و غيرهم , من فرق الغلاة في الأغلب , عن اشتراك الجميع في النساء و المال , لا أخفيكم أن هذا الشعار ذكوري أيضا , إنه لا يعني في الواقع تحرير المرأة , و لا مساواتها بالرجل , فالمرأة الحرة و الند للرجل ليست ملكا لأحد , لا ملكية خاصة و لا ملكية جماعية , إنها ليست وسيلة إنتاج , و لا أداة للمتعة , إنها كائن إنساني كامل الأهلية , له كامل الحرية في تقرير مصيره بل و في رسم المصير المشترك للبشر ناهيك عن أن تحدد مع الرجل , مع شريكها في الحب و الجنس , شكل العلاقة بينهما بحرية ... هنا يجب التوقف أمام نقطة هامة جدا , نحن هنا أيضا لا نخترع , لقد مارس البشر حريتهم فعلا حتى في هذا المجال في إطار الحب بل خاصة في هذا المجال , فالحب حالة شعورية جسدية معقدة ترتبط بالحرية و تقتضي في كثير من الأحيان شعور الطرفين بالحرية أو أنها هي التي تنتج شعور العاشقين بالحرية أو تكون الشكل الوحيد لممارسة هذه الحرية حتى في أشد المجتمعات محافظة و انغلاقا , هذا نسبيا فقط بالطبع فالحب أحيانا ينتج عن أو يعيد إنتاج مشاعر التبعية و الخضوع , قد يكون طاقة محررة أو قد يكون إضافة إلى آليات التدجين و القهر السائدة , لنعد إلى ماضينا القريب , فيجب أن نعترف أن ترديدنا لهذه الكلمات كان في معظم الأحيان أشبه برفع العتب أو بروتين سطحي و أنه كان بلا معنى تماما في نهاية الأمر , كنا و بقينا , في الغالب ذكوريين , أنا و أنتم , في معظمنا , كأبناء لعائلة تقليدية , عادية في تقليديتها , و لمجتمع تقليدي ذكوري و بطريركي , لم تتغلغل هذه الكلمات في وعينا , بقي مثل كل الكلام عن أن هدف الشيوعية البعيد هو تدمير التبعية و الخضوع و الاستغلال و القهر و الاستلاب كأساس لعلاقة الإنسان بالإنسان بما يعنيه ذلك من تدمير لأي شكل من أشكال الإكراه أو القسر أو الفرض من الخارج و إعادة تأسيس الحياة الاجتماعية على أساس حرية الجميع و مساواتهم , بقي هذا مجرد كلام يلاك و يجتر دون معنى , كان تحول الشيوعي إلى عضو في حزب شيوعي و هو الشكل الأساسي من الالتزام السياسي في السابق يعني دخوله في شكل معدل من الممارسة البيروقراطية الروتينية هي "الثورية" الاحترافية حيث كان يمارس بشكل منافق التنظير دون أن يمارسه في الواقع , بقي كأي مثقف آخر يعيش حالة الفصام بين النظرية و الممارسة , كان الروتين يستحوذ عليه و لكن مع تحول النضال إلى حالة روتينية احترافية مملة كان هذا الروتين يدمر كل ما هو حي و ثوري و تحرري في الكلام الذي كنا نردده , كان الكلام عن تحرير أنفسنا و الآخرين يستنفذ طاقته التحررية و كان يتحول , مثل باقي الحلم الشيوعي , بنظر الشيوعي إلى يوتوبيا بعيدة , أشبه بجنة المتدين , و تدريجيا مع تراجع النضالات الشعبية في الشارع و خاصة بمشاركة القوى اليسارية في احتواء هذا الحراك الشعبي و استبداله بحراك و مساومات فوقية و في القصور , أي بتراجع مجال العمل الفعلي في الشارع و سيطرة الروتين الداخلي الحزبي على الشيوعيين الذين كانوا يفقدون حيويتهم و ارتباطهم بالواقع , أصبح المطلوب من هذا الشيوعي أيضا أن يقوم بما يطلب من المتدين تماما , أي الالتزام بأقصى ما يمكن بروتين و طقوس و عقائد الفرقة الناجية ( الأصولية جدا هي أيضا ) لكي يستحق الدخول لتلك الجنة ذات يوم , لكن إذا أصبح بمقدوري عندما أصبحت أناركيا أن أتخيل عالما من رجال أحرار و متساوين , فإن الخطوة التالية الأهم في وعيي الآن ستكون هي أن أتخيل عالما من بشر متساوين و أحرار , نساءا و رجالا , أطفالا و شبابا و كهولا ... لقد اعتدنا أن نخفي حقيقة موقفنا من حرية الآخرين , خاصة الآخرين المنتمين إلى الطبقة أو العرق أو القومية أو الجنس المقهور , خلف ستار من التفوق المزعوم , المادي أو الأخلاقي أو "الطبيعي" أو الفيزيولوجي الخ , دائما كانت حرية هذا المقهور تعني بالنسبة للقاهر و حتى بالنسبة لجزء كبير من المقهورين انحطاطا و فوضى ( انظر دفاع البعض عن أنظمة بشار الأسد و القذافي و صدام و ستالين و بوش و الخ ) , دائما كانت حرية المقهورين تساوي الفوضى , و حرية القواعد الحزبية تعني التحريفية , و حرية التفكير تعني الكفر بالنسبة لرجال الدين من كل الأديان , لكن قد فات الوقت الآن , لقد أصبح القسم الكبير من جيلنا أيضا , جيل هذه الثورات , مهرطقا و كافرا و محرفا و خارجا على السائد و عدوا للسلطة بشكل من الأشكال , هذه فرصة استثنائية لنمارس حريتنا , و لو بكل تطرف كما يقول كل من يكره الحرية , هذا التطرف الذي يعني في حقيقة الأمر أن نمارسها بحقيقتها و بدون أية مساومة مع أي شكل من الإكراه و القسر و القمع و الاضطهاد ... أدرك جيدا أن رجال الدين و المثقفين سيستغلون أي شيء لتخويف البرجوازية الصغيرة و حتى الفقراء و المضطهدين من حريتهم , و أن كلمة مثل الحب الحر ستستخدم كبعبع لتشويه الحرية أمام الجمهور العريض , لكن فكرة إثارة الرعب عند هؤلاء مغرية بحد ذاتها , أعتقد أن تملق رجال الدين و المثقفين السلطويين ليس سياسة مناسبة , في الماضي كان هذا هو الذي ينتج الطغاة أو يساعدهم في الاستمرار على الأقل , كم احتجنا من الوقت لندرك أن نير الاضطهاد و العبودية الذي قبلنا به عقودا أو قرونا ليس ضروريا كما زعم أزلام الطغاة , اليوم ألا تقول الحقيقة كاملة عن الحرية بكليتها كحلم و كقاعدة وحيدة ضرورية للاجتماع الإنساني حقا في هذه اللحظة التاريخية , لحظة الانقلاب الثوري العارم , يعني خيانة للناس و للمضطهدين و لقضية الحرية أيضا , إن الحرية كالحياة , تعني أساسا التغلب على الخوف , هذا الخوف الذي يدفعنا لتقبل القيود على أنها جزء من طبيعة الأشياء , و لأنه فيما يخص الحرية بالتحديد لا توجد أنصاف حلول , يجب أن نعرف جميعا , أنه ما لم نحطم جميع قيودنا , فهذا سيعني شيئا واحدا فقط , هو أن نبقى عبيدا , بشكل أو بآخر .. على الناس أن تبدأ أيضا و هي تحارب اليوم في سبيل حريتها , أن تبدأ بمحاولة فهم كل ما يتعلق بحريتها و بالحرية عموما , حرية الإنسان و كل إنسان , قد لا أتفق تماما مع ما كتبته الشابة الأرجنتينية أمريكا قبل 85 عاما ( أنا شخصيا كنت أعتقد أيضا أنه لتكون أجسادنا حرة يجب أن نكون متحررين فعلا من الاستغلال , و من الندرة , من الحاجة , من ضغط الوصفة السائدة للأخلاق و من ضغط السلطة التي تدعمها و من ضغط القانون الذي يشرعها , لقد كنت مثل كل الستالينيين أعتقد أن الحرية هي مشروع مؤجل إلى وقت غير محدد , و أنا أيضا أتغير ببطء كما نفعل جميعا ) , اليوم عندما نثور نحدد هدفا مختلفا عن كل هذا الهراء و الثرثرة النخبوية الطليعية الفوقية و المعادية للناس العاديين : إننا نريد الحرية الآن و هنا , و فورا !! عندما نتحدث عن الحرية اليوم يعني بالضرورة أننا نتحدث عن الإنسان الحر , عن الفكر الحر , عن العمل الحر من الاستغلال , عن العقل الحر و عن الجسد الحر أيضا , و أيضا من دون شك , الحب الحر , قد نختلف على ما هو الحب الحر , لكن هذا ليس إلا جزءا من عملية إبداع الحياة الحرة نفسها , هكذا فقط يمكن أن نكون أحرارا , هذا ليس رطانة أو بديع لغوي , إنه واقع حقيقي جدا , البشر الأحرار وحدهم لا يخافون من ممارسة الحرية , العبيد وحدهم يقنعون بالقيود , و الأحرار هم وحدهم أيضا من يستطيع أن يحب بحرية ....

رسالة أمريكا سكارفو إلى إيميل أرماند

بوينس آيرس 3 ديسمبر كانون الأول 1928 , إلى الرفيق إيميل أرماند
أيها الرفيق العزيز،
الهدف من رسالتي هو أولا أن أطلب منك النصيحة . علينا أن نتصرف في كل لحظات حياتنا بما يتوافق مع طريقتنا في رؤية و فهم الأمور , بتلك الطريقة التي يجد فيها توبيخ الناس و انتقادهم فرديتنا محمية بأكثر الأفكار عن المسؤولية و الحرية صحية , التي تشكل جدارا منيعا يضعف هجماتهم . لهذا السبب علينا أن نتصرف بما يتوافق مع أفكارنا .
قضيتي , أيها الرفيق , هي النظام العاطفي . أنا طالبة شابة أؤمن بحياة جديدة . أؤمن أنه بفضل أعمالنا الحرة , الفردية و الجماعية , يمكننا أن نصل إلى مستقبل من الحب و الإخاء و المساواة . أريد للجميع تماما ما أريد لنفسي : حرية الفعل , الحب و التفكير . أي أنني أرغب بالأناركية لكل البشرية . أعتقد أنه لكي نحقق هذا علينا أن نقوم بثورة اجتماعية . لكني أيضا أرى أنه لكي نصل إلى تلك الثورة من الضروري أن نحرر أنفسنا من كل أنواع المواقف المسبقة ( المجحفة ) , و المواقف التقليدية , و الأخلاق الكاذبة و القواعد السخيفة . و بينما ننتظر اندلاع هذه الثورة العظمى علينا أن نقوم بهذا العمل في كل أعمال وجودنا . و بالفعل لكي نجعل هذه الثورة تندلع لا يمكننا أن نقنع أنفسنا بالانتظار فقط بل نحتاج لأن نعمل في حياتنا اليومية . علينا متى كان ذلك ممكنا أن نتصرف من موقع أناركي , أي من موقع إنسان .
في الحب مثلا لن ننتظر الثورة , سنوحد أنفسنا بحرية , دون أن نلتفت إلى المواقف المسبقة ( المجحفة ) , أو الحواجز أو الأكاذيب التي لا تحصى التي تقف في وجهنا كعوائق . لقد تعرفت على رجل , رفيق في الفكر . إنه متزوج بحسب قوانين البرجوازية . لقد ربط نفسه بامرأة نتيجة لظرف طفولي , من دون حب . في ذلك الوقت لم يكن قد تعرف على أفكارنا بعد . لكنه عاش مع هذه المرأة لعدد من السنين , و لديهما أطفال . إنه لم يجرب الإشباع الذي كان يجب أن يشعر به مع إنسانة يحبها . أصبحت الحياة مضجرة , الشيء الوحيد الذي وحد بينهما كان الأطفال . و هو ما يزال مراهقا ( شابا ) تعرف هذا الرجل على أفكارنا , و ولد داخله وعي جديد . تحول إلى مناضل شجاع . و كرس نفسه للدعاية بحماسة و ذكاء . كل الحب الذي لم يوجهه نحو إنسان آخر وجهه عوضا عن ذلك نحو مثاله الأعلى . في تلك الأثناء استمرت الحياة في المنزل بنفس الرتابة التي خفف منها فقط سعادة أطفالهما الصغار . حدث أن الظروف جمعتنا معا , أولا كرفاق في الفكر . تحدثنا , تعاطفنا مع بعضنا البعض , و تعلمنا كيف يتعرف كل منا على الآخر . هكذا ولد حبنا . لقد اعتقدنا في البداية أنه مستحيل . هو , الذي كان قد أحب فقط في أحلامه , و أنا , التي بالكاد أدخل إلى الحياة . استمر كل منا بالحياة بين الشك و الحب . القدر – أو ما هو أفضل , الحب – تكفل بالباقي . فتحنا قلوبنا و بدأ حبنا و بدأت سعادتنا تغني أغنيتها , حتى وسط النضال , في ظل المثل الأعلى , الذي منحنا في الواقع حافزا أكبر حتى . و عبرت عيوننا , شفاهنا , قلوبنا , عن نفسها في سحر القبلة الأولى . لقد كان الحب مثلنا الأعلى , لكننا كنا نحوله إلى واقع . الحب الحر , الذي لا يعرف حواجز , و لا عوائق . القوة المبدعة التي تنقل الاثنين عبر حقل من الأزهار , مفروش بالورود – و أحيانا بالأشواك – لكن حيث وجدنا السعادة دائما .
أليست هذه الحالة التي يتحول فيها الكون برمته إلى جنة حيث يعشق فيها الاثنان أحدهما الآخر ؟
زوجته أيضا – رغم معرفتها المحدودة نسبيا – تتعاطف مع أفكارنا . فيم يتعلق بها فقد برهنت على كراهيتها للقتلة المأجورين للنظام البرجوازي عندما بدأ البوليس بمطاردة صديقي . هكذا أصبحت أنا و زوجة صديقي أصدقاء . إنها تدرك تماما ما الذي يعنيه الرجل الذي يعيش إلى جانبها بالنسبة لي . شعور التعاطف الأخوي الذي وجد بينهما سمح له بأن يبوح لها , و قد أعطاها حريتها لتتصرف كما تريد , بطريقة أي أناركي واعي . حتى هذه اللحظة كي أقول الحقيقة لقد عشنا كما في الحكايات . أصبح حبنا أقوى مع كل يوم . لا يمكننا أن نعيش معا , بسبب الوضع السياسي لصديقي و بسبب حقيقة أنني لم أنهي دراستي . إننا نلتقي , عندما يمكننا ذلك , في أماكن مختلفة . أليست هذه أفضل طريقة لدفع الحب , بإبعاده عن مستلزمات الحياة المحلية ( المشتركة ) ؟ رغم أنني أكيدة أنه عندما يكون هذا حبا حقيقيا فالشيء الأجمل هو أن نعيش معا .
هذا ما أردت شرحه . بعض الأشخاص هنا تحولوا إلى قضاة . و هؤلاء لا يوجدون فقط بين الناس العاديين بل أيضا بين رفاق الفكر الذين يرون أنفسهم على أنهم متحررين من الأفكار المسبقة لكن الذين هم في أعماقهم عديمي التسامح . أحد هؤلاء قال أن حبنا جنوني , آخر أشار إلى أن زوجة صديقي تلعب دور "الشهيدة" , على الرغم من حقيقة أنها تعرف كل شيء عنا , و رغم أنها سيدة نفسها و أنها تستمع بحريتها . ثالث طرح العقبة الاقتصادية السخيفة . أنا مستقلة , تماما مثل صديقي . سأخلق على الأغلب وضعا اقتصاديا لنفسي سيحررني من أي قلق في هذا الصدد .
هناك أيضا مسألة الأولاد . ماذا سيفعل الأطفال بالمشاعر التي في قلوبهم ؟ لماذا لا يستطيع الرجل الذي لديه أطفال أن يحب ؟ هذا يشبه القول بأن الأب في أسرة ما لا يستطيع أن يعمل لصالح فكرة , أن يقوم بالدعاية الخ . ما الذي يجعلهم يعتقدون أن هؤلاء الصغار سينسون لأن والدهم يحبني ؟ إذا كان الأب سينسى أطفاله فإنه يستحق احتقاري و لن يوجد أي حب بيننا .
هنا في بيونس آيرس , رفاق لديهم أفكار ضئيلة جدا عن الحب الحر . إنهم يتخيلون أنه يكمن فقط في المعايشة ( المساكنة ) دون أن يكون أحد الشريكين متزوج قانونيا , و في تلك الأثناء , في بيوتهم , يمارسون كل الحماقات و السخافات التي يمارسها الجهلة . هذا النوع من الاتحاد الذي يتجاهل السجل المدني و الكاهن يوجد أيضا في المجتمع البرجوازي . هل هذا هو الحب الحر ؟
أخيرا إنهم ينتقدون اختلافنا في العمر . فقط لأني أبلغ 16 عاما أما صديقي فهو في 26 من عمره . يتهمني البعض بأنني أدير علاقة تجارية , آخرون يقولون أني أفعل ذلك دون تعمد ( دون وعي ) . آه لأحبار الأناركية هؤلاء ! يجعلون مسألة السن تتدخل في الحب ! كما لو أن الدماغ لا يكفي لوحده ليكون الشخص مسؤولا عن أفعاله ! من جهة أخرى , إنها مشكلتي أنا , و إذا كان الفارق في السن لا يعني أي شيء لي , لماذا يجب أن يشغل أي شخص آخر ؟ ما أقدره و أحبه هو شباب الروح , الذي هو أبدي .
هناك أيضا من يعاملنا كمنحطين أو مرضى و أوصاف أخرى من هذا القبيل . لجميع هؤلاء أقول : لماذا ؟ لأننا نعيش الحياة بمعناها الحقيقي , لأننا نعترف بالطائفة الحرة للحب ؟ لأنه , تماما كما تجلب الطيور المرح إلى الشوارع و الحدائق , فإننا نحب دون أن نلق أي اهتمام لوصفات الأخلاق المزيفة ؟ أ لأننا مخلصين لأفكارنا ؟ إنني أزدري كل من لا يستطيع أن يفهم كيف يعرف أن يحب .
إن الحب الحقيقي بريء . إنه الشمس التي تمتد أشعتها إلى أولئك الذين لا يستطيعون بلوغ ارتفاعها . الحياة شيء علينا أن نعيشه بحرية . إننا نقبل على الجمال , على متع الروح , على الحب , هذه هي الطائفة التي نستحقها .
هذا كل شيء أيها الرفيق . أرغب بسماع رأيك في حالتي . أعرف جيدا ما الذي أفعله و لا أحتاج إلى موافقة أحد أو تصفيقه . فقط أنني و قد قرأت الكثير من مقالاتك و اتفق مع الكثير من نقاطها , سيشعرني بالرضا أن أعرف رأيك .
------------------------------------
كانت أمريكا سكارفو في 16 من عمرها عندما كتبت رسالتها هذه , الحبيب الذي أشارت إليه لم يكن سوى سيفيرنو دي جيوفاني . عن العلاقة بين الاثنين انظر كتاب أوزفالدو باير عن سيفيرنو دي جيوفاني . يقول باير أنه قبل الرسالة "تعرضت علاقة سيفيرنو و أمركيا لعاصفة قوية . أدت انتقادات الرفاق و العوائق التي كان من شبه المستحيل حلها أمام استمرار العلاقة و وضع أسرتها , إلى أزمة عند أمريكا , التي تخاصمت مع سيفيرنو و أخبرته أنها تنهي هذه العلاقة . كما في كثير من خلافات العشاق أنهى لقاء تالي كل هذه المشاكل و أعاد العلاقة بينهما أقوى مما سبق . رسالة أمريكا إلى L'ENDEHORS ( جريدة إيميل أرماند ) جاءت بعد عودتهما معا . كانت بمعنى من المعاني تهدف لجعل تلك المشاعر التي أبقوها حتى تلك اللحظة فيما بينهما معروفة للآخرين" .
نشرت الرسالة في L'ENDEHORS في 29 يناير كانون الثاني 1929 تحت عنوان "تجربة" إلى جانب جواب إيميل أرماند التالي :
"أيتها الرفيقة : رأيي لا يهم في قضيتك التي أرسلتها إلي عما تفعلينه . هل أنت منسجمة أم لا مع مفهومك الشخصي عن حياة أناركي ؟ إذا كنت تشعرين أنك منسجمة , تجاهلي إذن تعليقات و إهانات الآخرين و واصلي مشوارك الخاص . ليس لأحد الحق في الحكم على طريقتك في التصرف , حتى لو كانت زوجة صديقك عدائية تجاه علاقتكما . كل امرأة تربط حياتها بأناركي ( أو العكس ) تعرف جيدا أنه لا يجب عليها أن تمارس عليه , أو أن تقبل منه , أي نوع من أنواع الهيمنة" .


نقلا عن :  http://libcom.org/history/letter-am%C3%A9rica-scarf%C3%B3-emile-armand

نبذة عن حياة إيميل أرماند ( 1872 – 1963 ) كان أول شبابه ناشطا مسيحيا , تعرف على الأناركية ( اللاسلطوية ) من خلال ليو تولستوي , حيث أصبح أناركيا مسيحيا و مسالما في الأول , ثم أناركيا شيوعيا ثم فردانيا .

السبت، 22 أكتوبر 2011

كيف يمكن تعريف الاشتراكية التحررية ؟

ورقة مقدمة من الرفيق ياسر عبد الله إلى مؤتمر الإشتراكية التحررية الأول المنعقد في مركز هشام مبارك يوم 7 أكتوبر 2011
كيف يمكن تعريف الاشتراكية التحررية

الاثنين، 17 أكتوبر 2011

رسالة من ميدان سينتاجما إلى العالم


رسالة من ميدان سينتاجما إلى العالم 
 بيان الحشد الشعبى بميدان سينتاجما- أثينا    ...  يوم 15 أكتوبر 2011
ترجمة : محمود الدكرورى


 إننا متضامنون مع كل الميادين الثائرة حول العالم، ضد النظام المالي الوحشي الناتج عن العولمة الاقتصادية.
فقرارنا بالمشاركة فى هذا التحرك العالمى، لم يكن نابعًا من رغبة فى دعم الديموقراطية بمفهومها الشائع ( الديموقراطية النيابية )، والتى يمكن أن تتحول الى نظم إستبدادية على النطاق المحلي لبعض المجتمعات.
فيومًا بعد يوم، يزداد عجز الديموقراطية التقليدية التي جربناها، وذلك بسبب تضخم وتعملق المؤسسات السياسية، وضغط القوى الاقتصادية والسياسية المستمر، وتأثير السوق والمؤسسات الاقتصادية العالمية .
إن ما نؤمن به من مبادئ الديموقراطية المباشرة لا يتوافق مع تضخم المؤسسات السياسية فى المجتمع، فالمجالس الشعبية المحلية فى الأحياء السكنية، وفى أماكن العمل، وأيضًا فى المؤسسات التعليمية .. الخ، هي بمثابة الخلايا التي يتكون منها المجتمع القائم على الديموقراطية المباشرة، ويشارك فيها جميع الافراد بالحضور والمشاركة  الشخصية فى رسم السياسيات و عمليات صنع واتخاذ القرار .

ولتجنب تحول تلك المجالس الى بيروقراطيات يجب مراعاة :

- إلغاء مبدأ عمل المفوضين.
 - الحرص على تطبيق مفهوم اللامركزية  والمتابعة الصارمة لتنفيذه.
 - نقل زمام المسئولية والإدارة الى القواعد الشعبية وإقامة تواصل وتشاور على المستوى الأفقي للمجالس بصفة دورية.

إن المجتمع القائم على الديموقراطية المباشرة يتكون من مجموعة من المجتمعات الصغيرة المستقلة تشريعيًا، والتي تضم كافة الاعراق والاجناس والثقافات المختلفة .
فبلا شك، البشرية المتحررة  هى كمجرة مكونة من مجتمعات مستقلة ومتنوعة ومدارة ذاتيا .

فلنجعل حياتنا ملك لنا ... الديموقراطية المباشرة الآن .



الأربعاء، 5 أكتوبر 2011

برنامج أعمال الملتقى الفكرى الأول للاشتراكية التحررية فى مصر


برنامج أعمال
الملتقى الفكرى الأول للاشتراكية التحررية فى مصر
المقرر انعقاده فى مركز هشام مبارك للقانون
1 شارع سوق التوفيقية من شارع رمسيس
يوم الجمعة 7 أكتوبر 2011 من الساعة 10 صباحًا إلى 6 مساءً


تسجيل حضور وتعارف من الساعة 9 صباحًا إلى الساعة 10 صباحًا

********
الجلسة الأولى من  الساعة   10صباحًا إلى الساعة 11 صباحًا
ما هى الاشتراكية التحررية
متحدث رئيسى ياسر عبد الله

*********
الجلسة الثانية من الساعة 11 صباحًا إلى الساعة 12 ظهرًا
التنظيم الاشتراكى التحررى لماذا وكيف ؟
متحدث رئيسى سامح سعيد عبود

********
الجلسة الثالثة من الساعة 12 ظهرًا إلى الساعة 1 ظهرًا
عن تجربة المؤتمر الشعبي المحلي لمدينة الاسكندرية
متحدث رئيسى ياسر عبد القوى

*************
الجلسة الرابعة من الساعة 1ظهرًا إلى الساعة 2 ظهرًا
 من النقابات العمالية الإصلاحية البيروقراطية إلى النقابات العمالية الثورية التحررية
متحدث رئيسى تامر موافى

*************
راحة للغداء من الساعة 2ظهرًا إلى 3 عصرًا

***************
الجلسة الخامسة من الساعة 3عصرًا إلى 4 عصرًا
حول الإدارة الذاتية للمنشئات
متحدث رئيسى سامح سعيد عبود

*************
الجلسة السادسة من الساعة 4 عصرًا إلى الساعة 5 مساءً
أهمية تأسيس نادى للفكر اللاسلطوى
متحدث رئيسى ياسر عبد الله

*************
الجلسة السابعة من الساعة 5مساءً إلى الساعة 6 مساءً
حوار مفتوح حول دور اللاسلطويين فى الثورة المصرية